انقلبت الأدوار والمواقع في اليوم الأخير من تصفيات دور الذهاب للمجموعة الآسيوية الخامسة المؤهلة الى كأس العالم 2002 لكرة القدم، فالمنتخب التايلاندي الذي سعى الى حصد 7 نقاط في بيروت من فوزين وتعادل قبل خوض دور الإياب على أرضه بدءاً من 26 الجاري، بلغت حصيلته 9 نقاط وانتزع صدارة المجموعة. والمنتخب اللبناني الذي تطلع الى النقاط التسع ليقصد بانكوك مرتاحاً من أي ضغط، وقع في المحظور وخسر 1-2، واكتفى بنقاطه الست. واللافت ان المباراة التي حضرها نحو 18 ألف متفرج، بدأت لبنانية بتوقيع تايلاندي إذ سجل سوراشاي جيارسيريكوت خطأ في مرماه في الدقيقة العاشرة، قبل أن يتجاوز وزملاؤه تأخرهم بهز الشباك اللبنانية مرتين من طريق ساكيسان بيتوراتانا 16 وكاتيسوك سيناموانغ 38. في حين أهدر أصحاب الأرض وخصوصاً مهاجمهم وارطان غازاريان فرصاً عدة على مدار الشوطين، وحرمهم الحكم الكوري كيم يونغ جو من ضربة جزاء بنالتي. وهم تسيدوا الموقف طوال الشوط الثاني، لكن الغلبة دائماً لمن يسجل أهداف. وسيتوجه منتخب لبنان الى بانكوك الاثنين المقبل حيث تنتظره مهمة صعبة يطمح الى تذليل عثراتها، بعدما فرّط بفرصة سهلة على أرضه. وشدد المدير الفني لمنتخب لبنان الألماني ثيو بوكر على انه اختار أفضل العناصر في الفرق المحلية، وذلك رداً على منتقدي تشكيلته وخياراته في الأيام الأخيرة، وقال ل"الحياة": "أنا واثق من امكاناتهم، لكنهم لم يكونوا محظوظين أمام تايلاند، واعتبر انه كان للهدف المبكر الذي هزّ شباك المنافسين مفعولاً سلبياً عليهم، فظنوا أن الأمور ستكون سهلة، ولما استعادوا المبادرة وحاصروا التايلانديين في منطقتهم جانبهم التسجيل...". ويخالف بوكر رأي الكثيرين الذين يعتبرون ان وضع المنتخب اللبناني بات صعباً الآن، "على اعتبار ان التصفيات لم تنته، ونحن نخوض ثلاث مباريات جديدة، وقادرون على تجاوز التايلانديين، والمطلوب التركيز على الطريق ذاتها". في المقابل، اعتاد منتخب تايلاند على استعادة المبادرة وتحويل تأخره الى تقدم، على غرار ما حصل أمام سريلانكا، وفي مباريات ودية عدة. وكشف مدربه الانكليزي بيتر وايت ان منتخبه أحسن الدفاع حين تعرّض للضغط وحافظ على الفوز "وهذا هو المهم". وأضاف: "افتقدنا الى النجم زيكو سيناموانغ خلال كأس آسيا 2000، واستفدنا من جهوده أمام لبنان، كما اعتمدنا على التمرير الخاطف والتحرك السريع فضلاً على الزج بلاعبين ذوي بنية قوية قادرين على مواجهات اللبنانيين طويلي القامة. نحن الآن أنهينا القسم الأول من مهمتنا، والقسم الثاني سيكون في بانكوك، والحسم سيكون هناك ومرة جديدة أمام لبنان، ستكون مباراة ممتعة وحاشدة جماهيرياً، وعلينا ألا نقلل من قوة سريلانكا وباكستان". منتخب تايلاند سيستأنف استعداده على أرضه بعد غدٍ، ولا يزال منطبعاً في ذاكرة بعض عناصر منتخب لبنان مشهد تحوّل 40 ألف تايلاندي الى مؤازرتهم على حساب منتخبهم خلال دورة الألعاب الآسيوية 1998، حين كان اللبنانيون الأفضل وسيطروا على مجريات المباراة. والمهم ان تبقى الثقة مزروعة في قلوبهم كما يريد مدربهم بوكر. لكن جمهور الملعب البلدي خرج ساخطاً وبقيت مجموعات منهم على المدرجات تترصد عدداً من اللاعبين وتشتمهم وتمطرهم بقناني المياه احتجاجاً على تفريطهم بالفوز واهدارهم نقاط المباراة الثلاث.