أودت رصاصات اطلقها مجهول امس بحياة السيدة هداية سلطان السالم رئيسة تحرير مجلتي "المجالس" و"الرياضي العربي" الكويتيتين، في اخطر جريمة ضد صحافي كويتي منذ محاولة اغتيال رئيس تحرير "السياسة" احمد الجار الله في الثمانينات والتي أصيب فيها بجروح بالغة. وتضاربت الروايات عن ظروف هذه الجريمة وأسبابها، لكنها حدثت بعد أيام من كتابة هداية مقالات في مجلة "المجالس" خاطبت في واحد منها الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وقالت انها تتعرض لمضايقات من الجهات الأمنية وانها باتت تخشى على حياتها. ورجحت مصادر في شارع الصحافة الكويتي ان تكون للجريمة دوافع شخصية، وأشارت إلى ان المغدورة كانت تعاني من مشاكل مالية تتردد بسببها على المحاكم. ولم تقدم وزارة الداخلية حتى مساء امس أي تفاصيل عن الجريمة، وقال مسؤولون في الوزارة ان توضيحات ستصدر بعد اكتمال التحقيقات. وعلم ان الداخلية استنفرت كبار ضباطها لمتابعة التحقيقات، وذكرت مصادر خاصة ل"الحياة" ان الاغتيال الذي لم تتأكد أسبابه أو دوافعه حصل في التاسعة صباحاً في شارع دمشق اثر خروج هداية من منزلها في ضاحية السرة، وبعدما استقلت سيارتها مع أحد أقاربها، أو سائقها، اعترضها مجهولون في جيب "باترول" ذهبي اللون واطلق أحدهم وابلاً من الرصاص، فأصيبت المغدورة بست رصاصات ونقلت الى مستشفى "مبارك الكبير" القريب لتلقي العلاج إلا أنها فارقت الحياة هناك. وأورد بعض المصادر معلومات عن اعتقال ضابط في وزارة الداخلية يدعى م.ع يقال انه مالك السيارة التي نفذت الاغتيال، ونفى هذا الضابط بشدة علاقته بالأمر. وجرى احضار أربعة من أشقائه لاحتمال ان يكون واحد منهم استخدم السيارة، وعرض الخمسة على الشاهد الذي كان يرافق القتيلة فاستبعد علاقتهم بالأمر. وقالت المصادر ان المرافق وصف القاتل للشرطة بأنه "أشقر الشوارب وله لحية خفيفة وانه يستطيع تمييزه بين ألف رجل". ويرجح ان يكون الشهود الذين ابلغوا الشرطة عن الجيب "باترول" أخطأوا في التقاط نمرته. وترتبط هداية 70 عاماً بعلاقات صداقة قوية مع بعض أفراد الأسرة الحاكمة، كما ان لها قرابة من جهة الأم مع أحد فروع هذه الأسرة. وكانت نشرت في العدد الأخير من مجلة "المجالس" مقالات تطفح بالمرارة مما اعتبرته مضايقات ونيات سيئة من أطراف لم تحددها بو ضوح، لكنها قالت ان سلسلة من حوادث السرقة والتخريب تعرضت لها مؤسستها الصحافية وكذلك اعتداء بالضرب المبرح من جانب أحد العاملين عندها تمت "بتحريض من البعض" حسب اعتقادها، وان تلك الحوادث ووجهت بتساهل وتجاهل من جانب رجال الأمن. وحملت بشدة على السلطات الأمنية وما ترى انه "غلبة لأبناء القبائل" على العاملين في سلك وزارة الداخلية، وقالت انها كانت مستهدفة من بعض موظفيها المصريين، وانها تعرضت لسرقات من بعضهم بتحريض من متنفذين، ونالت كذلك في المقالات من "البدون" ومن "الوافدين" و"أبناء القبائل"، ومن السفير المصري في الكويت. وقالت في مقال خاطبت فيه الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح انها باتت تطلب من سائقها ان يفتش السيارة جيداً قبل انصرافها الى منزلها "لكي أضمن ان أحداً لم يضع أي شيء للتخريب". وأقفل مبنى مجلة "المجالس" امس أبوابه اثر الحادث في حين اصدرت جمعية الصحافيين بياناً استنكرت فيه "حادث الاغتيال البشع الذي هو غريب على المجتمع الكويتي".