اقرب الى تحقق رؤية كابوسية، انتقال فيروس "الحمى القلاعية" من الجزر البريطانية الى ارض القارة الاوروبية، وتحديداً الى فرنسا التي تعيش هدأة سياسية قلقة بين الدورتين الاقتراعيتين لانتخاباتها البلدية العامة. واعلنت وزارة الزراعة الفرنسية امس، عن تأكد ظهور أول اصابة بتلك الحمى في مزرعة خراف في وادي اللوار، شمال غربي البلاد. ولأنها "اشد امراض الماشية عدوى" ، بحسب قول "المنظمة العالمية لصحة المواشي" ذات المركز الباريسي، فإن ظهور حال واحدة يعتبر دليلاً الى اندلاع موجة وباء كاملة . وفي عام 1999، أرغمت تايوان على ذبح خمسة ملايين رأس ماشية عقب ظهور فيروس الحمى بين قطعان ماشيتها. وتزمع بريطانيا ذبح نصف مليون رأس ماشية عقب قتلها 116 الف رأس منذ بدء الازمة. وقضت اليونان على آخر اصابات في الاراضي الاوروبية في حزيران يونيو من العام الماضي، لكن المخاوف الاوروبية ثارت منذ اللحظة الأولى للموجة الحالية، واتخذت بلدانها اجراءات وصفت ب "الصارمة" لمنع انتقال المرض. وبرؤية استرجاعية، فان اجراءات مثل منع استيراد الماشية البريطانية وفرض حظر على انتقال المواشي وتطهير ادوات واحذية القادمين من بريطانيا والحد من حركة السياحة اليها، تبدو مبررة وقاصرة في الوقت نفسه! وفي اوروبا المذعورة من اللحوم، بعدما امسكت موجات جنون البقر وفضائح الدواجن البلجيكية والفرنسية بتلابيب بعضها بعضاً، تحتاج الحكومات الى تبرير عدم كفاية الاجراءات المتخذة. ولا شيء يمنع تحوّل القلاعية نقاشاً سياسياً حاداً، خصوصا مع ميل الاختصاصيين الى تحميل صناعة التدجين واستثماراتها، مسؤولية الانتشار غير المسبوق للحمى . وينتقل فيروس المرض بواسطة قشور البثور التي تظهر على افواهها وأنوفها، والتي تقدر على الطيران مسافة اميال.