تحوّل لقاء دعت اليه منظمات طالبية لمناسبة الاعلان العالمي لحقوق الانسان في الفرع الثاني لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية في الفنار الى لقاء تضامن مع الزميل في "الحياة" حبيب يونس الموقوف في سجن رومية بتهمة الاتصال بالعدو الاسرائىلي، واستمع المئات الذين احتشدوا على مدرجات قاعة المسرح وأتوا من جامعات خاصة وفروع كليات في الجامعة اللبنانية الى شهادات ستة شبان بينهم فتاة كانوا اوقفوا عقب تظاهرة قصر العدل في السابع من آب اغسطس الماضي. عند مدخل قاعة المسرح اقامت الهيئة الطالبية في الفرع معرضاً على الجدران لقصاصات صحف كتبت عما حصل في 7 آب، وتقارير لمنظمة العفو الدولية عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائىلية ورسائل من معتقلين في سجن المزة، وخصصت زاوية للزميل يونس توجت بصورة مكبرة للحظة سوقه الى قصر العدل مكبلاً. وعلى وقع اغنية "أناديكم" لأحمد قعبور و"يا ثوار الارض" لجوليا بطرس وأغان حماسية ملأ الطلاب قاعة المسرح جلوساً ووقوفاً، وتحدث جانو شلالا باسم الهيئة الطالبية مؤكداً "اننا مغامرون ونعشق التحدي ونريد ان نحيا ليس بأقل من بشر"، مستنكراً "الاضطهاد المنظم وقمع مقدرة الانسان على التفكير والتعبير ومحاولات الالغاء الدائمة لشرائح المجتمع المدني"، مشيراً الى ان الزميل يونس "يشرب الكأس عن الجميع واستحق عن حق لقب ناسك سجن رومية". وشدد وكيل الزميل يونس المحامي رياض مطر في مستهل كلمته على ان "يونس بريء مما نسب اليه"، معتبراً ان محاكمته "سياسية واذا تركونا نعمل من خلال القانون فإن القانون يبرئه". واذ اشار الى ان هذا الشهر يشهد عيدين الفطر والميلاد رأى "ان افضل رد على القرار الاتهامي بحق يونس هو الدعوة الى معالجة بين المذنب والبريء وبين الفقير والغني وبين القاضي والمحامي وبين الحاكم والناس". وقال: "ان المحاكمات لم تكن حتى الآن سليمة لكن نحن المحامين في نقابتي بيروت وطرابلس ثقتنا كبيرة بالقضاء وأنا واثق ان المحكمة العسكرية الدائمة المحترمة ستنصف حبيب لأنه صار حبيب الناس. وأطلب من المحكمة ان تتحقق بنفسها من الاتهامات الموجهة الى يونس ولا تعتمد على كاسيت او معلومة غير معروف مصدرها او على تحقيقات سابقة وأنا واثق بأن المحكمة ستنصف الضحية التي لا يستطيع احد ان يزايد على وطنيتها". وتلت زوجة يونس السيدة ميراي بعضاً من قصائد كتبها في السجن وتمت موافقة سجانيه على اخراجها منه، وتقول احداها: "بيني وبينك باب يا حريتي/ ونتفة زمن وجروح ريبيو بالوطن/ ودفاتر تفتّحو/ وكشف حساب". كانت الهيئة الطالبية حرصت في مستهل اللقاء على الطلب من الحضور "عدم رفع اي شعار سياسي لأي تيار لأن الموضوع حقوق الانسان". وأعلن طوني حرب باسم مؤسسة "المرصد الصحافي للحقوق المدنية" عن عدم مشاركة منظمة حقوق الانسان في لبنان في اللقاء "لتلقيها تهديداً صباحاً رضخت له". وعرض كل من فادي جريصاتي وايلي صابر وفادي لطيف وسنتيا زرازيري وجان عبدالكريم الى جانب حرب تجربتهم خلال التوقيف والتحقيقات التي اجريت معهم، مشيرين الى تعرضهم الى الاهانات والضرب، وأجمعوا على مواصلة التحرك وعدم الخوف من النزول الى الشارع. وشجب بعضهم الاتهامات التي وجهت اليه بمقاومة رجال الامن بشدة "في حين ان الناس شاهدوا ما حصل". وتعرض البعض للقضاء، ما دفع وكيل الزميل يونس المحامي مطر الى اصدار توضيح قال فيه: "ان بعض التعابير التي وردت في احدى الندوات التي توقفت عند قضية يونس لا نتبناها على الاطلاق ويهمنا ان نشكر النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على تقديره للظروف الانسانية التي يمر بها يونس، ونؤكد انه يُعامل في سجن رومية كما يعامل سواه ومن دون تمييز".