أيدت روسيا الغارات الأميركية على افغانستان ووصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "رد مناسب" على الارهابيين، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية الى مكافحة الارهاب "في افغانستان والشيشان والشرق الأوسط والبلقان" وحذر سياسيون ونواب روس من بداية حرب عالمية ثالثة، وأعربوا عن مخاوفهم من اجتياح مناطق في آسيا الوسطى، فيما أرسلت مجموعات عسكرية روسية الى اوزباكستان لتكون الى جانب القوات الأميركية والأطلسية هناك. والتزم بوتين الصمت فترة طويلة إلا أن مكتبه الصحافي أعلن ان الرئيس الأميركي جورج بوش اتصل به قبل نصف ساعة من بدء العمليات. وعقد بوتين اجتماعاً لأقطاب الحكومة أمس قال خلالها ان الولاياتالمتحدة فقدت في الأعمال الارهابية في 11 أيلول سبتمبر سبعة آلاف قتيل "أي ضعف ما فقدته روسيا في حملتين بريتين" في الشيشان. وأضاف ان ذلك "ما كان له إلا أن "يثير رد فعل مناسباً". وأكد ان الارهابيين سيطروا على "موارد مالية هائلة" واستخدموها لتنفيذ ضربات ارهابية أو ل"تضليل الرأي العام من خلال وسائل اعلام يسيطرون عليها". وأشار الى أن الارهابيين حاولوا ان "يناوروا بين المراكز الدولية المختلفة كما فعلوا في الماضي" لكنهم فشلوا لأن "العالم أصبح أكثر نضجاً". وأعرب عن "الثقة الكاملة" بأن بوش سيبذل "المستطاع لكي لا يصاب مدنيون". وأحدثت الغارات الأميركية ردود فعل متناقضة، فالشارع الروسي بدا خائفاً من مضاعفات محتملة واتخذت مديرية الشرطة العامة اجراءات أمنية مشددة لحماية المنشآت الحيوية كما عززت حراسة السفارتين الأميركية والبريطانية. وأكد النائب اندريه كوكوشين ان العملية الأميركية "بداية حرب عالمية ثالثة"، وقال ان الولاياتالمتحدة وحليفاتها قد تتلقى "هجمات مضادة". ونقلت وكالة الأنباء العسكرية عن مصادر في وزارة الدفاع ان اجهزة الرصد الروسية سجلت اطلاق 52 صاروخ كروز من سفن وغواصات في بحر العرب اضافة الى 30 صاروخاً من الجو. ويخشى الروس من تنفيذ "طالبان" تهديدات بمهاجمة اوزباكستان رداً على سماحها باستخدام الطائرات الأميركية مطاراتها. وأعلن ان مجموعة تضم ضباطاً من الأركان العامة والاستخبارات والدفاع الجوي وسلاح الطيران وصلت الى طشقند ل"التنسيق مع تشكيلات عسكرية أميركية ومن دول اطلسية أخرى". وللمرة الأولى يكشف فيها رسمياً وجود وحدات اميركية واطلسية في اوزباكستان. واعلنت طشقند حال التأهب القصوى. والغى الرئيس اسلام كريموف زيارته للنمسا خوفاً من تطورات محتملة. وفي طاجيكستان اعلنت ايضاً حال التأهب في الفرقة الروسية 201 المرابطة هناك. وذكر قائد قوات الحدود الروسية قسطنطين توشكي ان وحداته المرابطة على الحدود بين طاجيكستان وافغانستان اتخذت اجراءات لمواجهة احتمال تدفق 120 ألف لاجئ عبر الحدود. وعقد أمناء مجالس الأمن القومي في دول الرابطة المستقلة اجتماعاً طارئاً في العاصمة الطاجيكية دوشانبه أمس لمناقشة الموقف.