يستحق منتخب السعودية لكرة القدم تسميته بمنتخب العجائب. فعلى رغم الظروف الصعبة كلها التي واجهته منذ بداية التصفيات مروراً بإقالة المدرب سلوبودان سانتراتش وانتهاء باستبعاد ستة لاعبين غالبيتهم من الأساسيين والتي كانت كفيلة بلجم طموحاته، بيدَ أن المدرب ناصر الجوهر أثبت في النهاية انه كان على صواب وان الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها لم تكن صحيحة والدليل نجاحه في الوصول بفريقه الى النهائيات بمساعدة البحرين. واستطاع الجوهر ولاعبوه الاحتفاظ برباطة الجأش حتى النهاية، لكن ما تعرض له المنتخب خلال التصفيات وأثناء فترات التحضير كانت كفيلة بالاطاحة بمنتخبات أكثر خبرة منه، بيدَ ان شجاعة الجوهر ومن ورائه اللاعبين مكنتهم في النهاية من بلوغ النهائيات. وأكد "الأخضر" صحة المقولة التي كانت تشير دائماً الى أنه يلعب خارج أرضه في شكل أفضل، خصوصاً من خلال فوزه في مباريات التصفيات "المفصلية" مثل مباراتي العراق الأولى والثانية ومباراة البحرين الثانية، وتايلاند الأولى. ويُحسب ل"الأخضر" ولمدربه ناصر الجوهر قدراتهما العالية على تحمل الضغوط، والتي كانت في السابق تأتي من الفرق المنافسة، بيدَ أن الحال تغيرت في التصفيات الأخيرة عندما ظهرت ضغوط جديدة على الجوهر ولاعبيه تمثلت في الانتقادات الصحافية البالغة الحدة التي وُجهت للجوهر تحديداً في مناسبات عدة مثل مباراة ايران الثانية في جدة، ولغالبية اللاعبين مثل محمد نور، وعبيد الدوسري على رغم تسجيله أربعة أهداف، ومحمد الخليوي احد أكثر اللاعبين خبرة. وهي الضغوط التي لم تكن تظهر في السنوات القليلة الماضية. وسيجد "الأخضر" نفسه بعد نحو شهرين من الآن مطالب بالفوز بكأس الخليج التي ستنظمها السعودية لأسباب عدة في مقدمها ان البطولة الاقليمية كما هي حال مثل هذه المنافسات في العالم تشهد من التنافس ما لا تشهده المنافسات الدولية، اضافة الى ارتفاع مستوى منتخبات عمانوالبحرين وخصوصاً الأخيرة بعدما أحدث المدرب الألماني فولفغانغ سيدكا تغيرات جوهرية بدّلت من أفق اللاعبين الذي كان لا يتعدى عرقلة المنافسين الى الرغبة في الفوز، يضاف اليها رغبات التعويض من كل من قطر والكويت التي استعانت بالألماني الخبير بيرتي فوغتس. والأهم من ذلك، ان الكل سيحاول عرقلة المتأهل لكأس العالم خصوصاً وهو الاخ الأكبر كما يطلق عليه في الخليج. وعملياً، فإن ناصر الجوهر مطالب في الأشهر القليلة المقبلة بمساندة الاتحاد السعودي للعبة في عملية اعادة بناء جديدة للمنتخب تتمثل في اعادة الجسور بينه وبين من استبعد من اللاعبين وترميم معنوياتهم النفسية ومنهم عبيد الدوسري الذي استبعد اخيراً وظهر بمستوى فني وبدني متدهور في مباراة فريقه الأهلي في الدوري الأمر الذي أرجعه مدرب الفريق لوكا بيروزيفيتش الى تأثر اللاعب بسبب استبعاده عن صفوف "الاخضر". واتهم الجوهر مدرب الأهلي بأنه كان يزوده بمعلومات مغلوطة عن اللاعبين. كما ان الجوهر مطالب أيضاً بإيجاد بديلين لحسين عبدالغني وعبدالله الشيحان اللذين اصيبا في المباراة الأخيرة أمام تايلاند ولئلا تتكرر مسألة غياب لاعب بحجم نواف التمياط عن المنتخب.