رولا خرسا، مقدمة برامج من نوع خاص، لفتت اليها في التلفزيون المصري، ببساطتها الشديدة شكلاً وحضوراً، واتقاناً للغة العربية وجمال القائها. تتحدث رولا خرسا عن مشوارها الإعلامي، وعن حياتها بين لندن والقاهرة، وعن برنامجها "مع الناس": كيف اتجهت إلى العمل الإعلامي؟ - أحببت العمل الإعلامي منذ نعومة أظافري، وكنت أحلم بالعمل كمذيعة، ليس حباً في الشهرة، ولكن إعجاباً بتلك المهنة، وبعد حصولي على ليسانس كلية الآداب، قسم اللغة الفرنسية، عملت في البرنامج الأوروبي، ثم سافرت إلى لندن حيث عملت في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لمدة سبع سنوات كاملة. وفي السنوات الأربع الأخيرة، عملت كذلك مراسلة للتلفزيون المصري. وما سر اتقانك اللغة العربية؟ - أحب دراسة اللغات، واعتقد أن الحب هو أهم شرط لاتقان أي لغة. أقرأ كثيراًَ في الأدب العربي والسير الذاتية للأدباء، وبالطبع القراءة تحسن اللغة، كما أنني متابعة جيدة للصحف والمجلات، وأتابع كتابات جهاد الخازن وعادل حمودة وأنيس منصور وسناء البيسي. تعرفت عن قرب إلى أسلوب العمل الإعلامي في الخارج، ما الفرق بينه وبين التكنيك المتبع في العمل الإعلامي العربي؟ - في الغرب لديهم إحساس أكثر بالوقت وأهمية الحدث مهما كان صغيراً، ومبدأهم في العمل تسجيل الحدث أولاً ثم تحديد قدر أهميته. لكن في مؤسساتنا الإعلامية العربية نتابع الحدث وتطوراته، ثم نقرر التحرك بعد ذلك، كما أنهم في الخارج يعتمدون على عدد أقل من الفنيين، ما يحقق عنصر السرعة. هل التقدير الأدبي والمادي للإعلامي الناجح في الخارج مختلف عنه في مصر؟ - بالطبع، فالإعلامي الناجح أو مقدم البرامج المتميز يعامل معاملة النجوم، ولكنه في المقابل إذا فشل لأي سبب من الأسباب يستبعد على الفور، وربما نفتقر إلى التقدير المادي والمعنوي اللازم هنا، لكن يكفي الإحساس بأنك تنتمي إلى المكان الذي تعمل فيه. ما رأيك في صور العربي المسلم التي يعسكها الإعلام الغربي، وما مسؤولية إعلامنا العربي عن هذه الصورة؟ - الصورة مشوهة، وإن كانت تحسنت نسبياً في الإعلام البريطاني، لكن الإعلامي الأميركي ما زال مصراً على تقديم الأفلام السينمائية والرسوم المتحركة التي تسخر من العرب، الذين اصبحوا كذلك مادة خصبة لرسامي الكاريكاتير، وأؤمن بأن إعلامنا العربي ضالع في هذه المؤامرة دون قصد، فنحن نفتقر إلى وحدة حقيقية، تجمعنا في كل مجالات العمل، وهذا ينعكس على الصورة التي نقدمها لأنفسنا في الخارج، حتى أننا نسخر من بعضنا البعض، كما أننا للأسف نشعر بالدونية في تعاملنا مع الغرب، على رغم أن لدينا من التاريخ والحضارة ما يجعلنا نشعر بفضل السبق الحضاري عليهم. ما نوعية البرامج التي نحتاج اليها في التلفزيون المصري من وجهة نظرك؟ - البرامج التي تهتم بقياسات الرأي العام قليلة نسبياً، كما أرى ضرورة توجيه مزيد من البرامج لمشكلات العالم العربي وقضاياه. مَنْ أفضل مقدمي البرامج في العالم العربي في رأيك؟ - حمدي قنديل ويسري فودة وفيصل القاسم. ما المحطات التلفزيونية التي تحرصين على مشاهدتها؟ - الجزيرة القطرية، والمحطتين الاميركيتين "سي بي آس" و"إيه ب. سي". وما البرنامج الذي تتابعينه باستمرار؟ - "رئيس التحرير". لاحظ الجميع بساطتك الشديدة في المظهر وأسلوب التقديم، فهل تجدين البساطة وسيلة سريعة إلى قلب المشاهد؟ - البساطة جزء من تركيبتي الشخصية. وأعتقد أن راحة المذيعة تنعكس على اسلوبها في التقديم، وبساطة المظهر والبعد عن المغالاة في اسلوب التقديم يمنحاني هذا الإحساس. وأعتقد أن الصدق أقصر الطرق للحصول على حب المشاهد. قال المحاور الكبير مفيد فوزي إن برنامجك "أخبار الناس" مستنسخ من البرنامج الذي يقدمه "حديث المدينة"؟ - بالطبع لا، لأن تكنيك البرنامجين مختلف تماماً، ففي "أخبار الناس" نقدم نشرة أخبار مفصلة عن "الناس" ولا أقدم نفسي فيه كمحاورة. هل ترين أن مقدم البرنامج لا بد من أن يعده؟ - ليس شرطاً، ولكنني أعتقد أن افضل البرامج هي تلك التي يعدها ويقدمها شخص واحد. ما أحلام رولا خرسا في مجال العمل الإعلامي؟ - أن أترك بصمة حقيقية لدى المشاهد، وأن أقدم نوعية برامج أكثر التصاقاً بهمومه ومشكلاته وأن أتعرض للقضايا التي لا تثار على الملأ، لكنها تهم العامة.