يبدأ وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل يوم غد الاثنين زيارة الى بريطانيا هي الاولى لوزير خارجية سوداني منذ نحو 20 عاماً تلبية لدعوة من نظيره البريطاني روبن كوك. ويتوقف اسماعيل ساعات في القاهرة في طريقه الى لندن لتسليم الحكومة المصرية موقف السودان ازاء دعوتها لعقد ملتقى تحضيري يجمع الفرقاء السودانيين. في غضون ذلك اعترفت الحكومة السودانية لاول مرة باستيلاء "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على مدينة غوغريال ومناطق من جنوب السودان. اعلن وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي عقده امس ان حكومته تتطلع الى "عودة العلاقات الثقافية وشراكة اقتصادية مع بريطانيا". وقال ان "التكنولوجيا البريطانية لا تزال مفضّلة لدى السودانيين وكان السودان من الاسواق المهمة للبضائع البريطانية". وذكر ان برنامج زيارته الى لندن يشمل محادثات مع نظيره البريطاني روبن كوك، ووزيرة الدولة للتنمية لما وراء البحار كلير شورت والقاء محاضرة في مؤسسة القرن الافريقي عن العلاقات السودانية - البريطانية وتطورات قضايا السلام والتنمية في السودان. واضاف انه سيزور ايطاليا ايضاً تلبية لدعوة من نظيره الايطالي روبرتو ديني، وسيبحث مع المسؤولين في روما في تطوير العلاقات الثنائية وقضية السلام في جنوب السودان باعتبار ايطاليا رئيساً لمنبر شركاء وسطاء "ايغاد" كما سيعقد لقاءات مع المسؤولين في الفاتيكان لمناقشة المسائل المشتركة. وقال وزير الخارجية السوداني ان برنامج توقفه في القاهرة لا يتضمن لقاء زعيم "التجمع المعارض" محمد عثمان الميرغني، ويقتصر على تسليم المسؤولين في مصر موقف حكومته من دعوة مصر لعقد ملتقى تحضيري في القاهرة يجمع الفرقاء السودانيين. واكد ان الخرطوم توافق على عقد الملتقى في القاهرة، لكن ذلك لا يلغي دعوة الرئيس عمر البشير للمعارضة لعقد ملتقى في الخرطوم في غضون شهر. وزاد: "سيكون لقاء الخرطوم تمهيدياً ويضم الحكومة والاحزاب المسجلة بالداخل ويسبق لقاء القاهرة". وثمّن دعم مصر للسودان في مساعي رفع العقوبات الدولية المفروضة وترشيحه لنيل عضوية مجلس الامن عن افريقيا. وعن زيارة وفد أمني اميركي للسودان اخيراً، قال اسماعيل ان الوفد "سيعود قريباً بعد ان حمل الى الادارة الاميركية ردّ الحكومة على تأكيدات في شأن توفّر الامن لطاقم السفارة الاميركية في الخرطوم ما يسّهل عودتهم، وعدم مساندة السودان للارهاب". من جهة اخرى اعترفت الحكومة السودانية للمرة الاولى باستيلاء "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق على مدينة غوغريال المهمة في منطقة بحر الغزال في جنوب البلاد، وجسر لول الذي يربط مدينة اويل الجنوبية بمدينة بابنوسة في غرب كردفان والقريبة من مناطق انتاج النفط، ومنشآت مدنية على طول خط السكة الحديد بين بابنوسة ومدينة واو. واتهمت وزارة الخارجية السودانية "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في بيان صحافي وزّع على الصحافيين امس بخرق وقف اطلاق النار ومواصلة الهجوم في مناطق بحر الغزال، ومحاولة قطع طريقي راجا - واو وبابنوسة - أويل - واو، واستهداف مناطق مدنية في شمال النيل والاقليم الاستوائي. واعتبرت هجوم "الحركة الشعبية" على خط السكة الحديد بين واو وبابنوسة يمثل "استخفافاً بالرأي العام الدولي، ويهدد اغاثة المحتاجين للغذاء في بحر الغزال". ونبّهت المجتمع الدولي الى "خطورة مسلك حركة التمرد"، وطالبت بإدانته و"الضغط عليها لاجبارها على الالتزام بوقف العمليات العسكرية لضمان توصيل المساعدات الانسانية للمحتاجين في كل مناطق جنوب السودان". وجددت الحكومة التزامها بوقف اطلاق النار ودعوتها الى وقف شامل لاطلاق النار وتحقيق سلام دائم في جنوب البلاد.