واشنطن - رويترز - أفاد العالم العراقي المنشق المدير السابق لبرنامج تصميم الاسلحة النووية خضير حمزة ان بغداد يمكنها الآن صنع قنبلة نووية اذا امتلكت اليورانيوم، معتبراً قصف اسرائيل مفاعل تموز العراقي عام 1981 "خطأ أعفى الرئيس صدام حسين من الرقابة على برامج" التسلح. وقال العالم خضير حمزة ان العراق صمم قنبلة نووية غير متقنة، ولديه المعدات اللازمة لصنعها ولكن ينقصه اليورانيوم اللازم او مواد انشطارية اخرى. وزاد ان "قنبلة قوتها التدميرية بضعة آلاف من الاطنان يمكن صنعها الآن في العراق، وقد تكون اضخم من ان تطلق بصاروخ ولكن يمكن حملها بطائرة". وتابع حمزة الذي كان يتحدث في وقت متقدم ليل الخميس، في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "التصميم تحسن بصورة ملحوظة بعد حرب الخليج، والآن لا اعلم ان كانت بغداد تمتلك الىورانيوم، ولكن لديها التصميم" اللازم لصنع القنبلة. ولفت حمزة الذي نشر اخيراً كتابه "صانع قنابل صدام"، الى ان انتاج القنبلة يستغرق على الارجح بضعة شهور، ثم يجب ان تخضع لعملية اخرى تسمى "التصليد" كي يمكن نقلها بأمان. لكن مسؤولاً في الاستخبارات الاميركية اكد ان العراق لا يمتلك البنية اللازمة لصنع قنبلة نووية. وأقر حمزة بأن صدام اذا بدأ برنامجه لاكتساب مواد قابلة للانشطار، مثل البلوتونيوم والىورانيوم المخصّب، فإنه سيحتاج سنتين او ثلاثاً لاستكماله. وزاد: "يمكن ان يحصل عليها من الخارج، واذا استطاع سيمتلك القنبلة فوراً". ولمح الى ان روسيا قد تكون مورداً محتملاً للمواد الانشطارية و"اذا بنى العراق اكثر من قنبلة نووية قد لا يبقي صدام ذلك سراً. سيختبر واحدة ويعلن نفسه قوة نووية". ورأى حمزة ان اسرائيل "ارتكبت خطأ" بقصفها مفاعل تموز، اذ أعفت صدام من مراقبة برنامجه النووي، فبدأ في عام 1982 برنامجاً نووياً سرياً اكبر من البرنامج السابق. وروى العالم العراقي في كتابه انه تبين له اثناء استجوابه لدى وكالة الاستخبارات الاميركية ان بغداد اقنعت مفتشي الاممالمتحدة بأن جهودها النووية لم تتجاوز البحوث الاولية، وان مركز تصميم القنابل كان منشأة للبحوث العلمية، وان معدات تصنيع المتفجرات دمِّرت. واضاف في الكتاب: "اخبرتهم ان المعدات نقلت قبل القصف في حرب الخليج باسبوع". واشار الى ان ال"سي. آي. اي" بدت مندهشة من تعلّم العراق تصنيع مفجرات القنابل النووية، من خلال وسيط مجري، لافتاً الى دور شركتين المانيتين في تزويد بغداد المعدات والمكونات. ويصف الكتاب هروب حمزة من بغداد عام 1994، وجهوده من اجل الانتقال الى الولاياتالمتحدة، والتي تكللت بالنجاح، بمساعدة من الاستخبارات الاميركية.