فرانكفورت المانيا - أ ب - بكى الزعيم الطالبي الراديكالي السابق دانيال كوهين-بنديت خلال إدلائه بشهادته أمس في محاكمة صديق قديم له يُحاكم بتهمة القتل، بعدما تحدث عن انزلاقه نحو العمل الإرهابي وكيف تورّط في عملية الهجوم على مقر وزراء دول "أوبك" في فيينا سنة 1975. وتوقفت جلسة المحكمة المنعقدة في فرانكفورت، لوقت قصير أمس بعدما أجهش كوهين-بنديت، وهو حالياً ممثل ل"حزب الخضر" في البرلمان الأوروبي، في البكاء خلال شهادته التي صوّر فيها صديقه هانس-يواكيم كلاين على أنه إنسان "مثالي" وقع ضحية أشخاص يعملون على تجنيد عناصر لمجموعة "الخلايا الثورية" الإرهابية. وقال كوهين-بنديت: "كلاين كان شخصين: الأول رقيق يُحاول المساعدة، والثاني متشدد". ويواجه كلاين 52 سنة ثلاث اتهامات بالقتل وثلاث اتهامات بمحاولة القيام بالقتل في إطار عملية فيينا ضد وزراء "أوبك" والتي قادها الإرهابي العالمي "كارلوس". وينفي كلاين انه هو الذي أطلق الرصاص وقتل الثلاثة في فيينا. وهم موظف في "أوبك"، وحارس عراقي وشرطي نمسوي. وقال كوهين-بنديت، وهو أحد قادة التظاهرات الطالبية سنة 1968 في باريس وكان يعرف كلاين خلال المد اليساري في فرانكفورت في بداية السبعينات، انه ساعد صديقه السابق مالياً بعدما تخلّى عن الإرهاب سنة 1977. وقال ان كلاين كان على وشك تسليم نفسه للسلطات الألمانية عندما اعتُقل في قرية فرنسية في 1998. وشهد نائب "حزب الخضر" في المحكمة ان كلاين انجذب الى تيار اليسار العالمي وقضاياه في بداية السبعينات، لكنه بات غير مقتنع به لاحقاً بسبب عمليات العنف التي ارتكبها أعضاء هذا التيار. وأضاف انه التقى صديقه سراً في الثمانينات ورآه خجلاً من الأفعال التي قام بها. وأُصيب كلاين بجروح في المعدة خلال عملية فيينا في 21 كانون الأول ديسمبر 1975. وأخذت مجموعته 70 رهينة وفاوضت النمسويين على مغادرة فيينا. وغادرت المجموعة النمسا جواً الى الجزائر مع 35 رهينة. ومن هناك اختفى "كارلوس" وكلاين، ويُقال انهما فرا الى دولة شرق اوسطية. ونجح كلاين في تفادي الاعتقال حتى 8 ايلول سبتمبر 1998 عندما اوقفته الشرطة الفرنسية في قرية في اقليم النورماندي حيث كان يعيش تحت اسم مستعار منذ خمس سنوات. أما "كارلوس"، واسمه الحقيقي ايلتش راميريز سانشيز فنزويلي، فاعتُقل في السودان سنة 1994 وسُلّم الى فرنسا. وهو يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة بعد ادانته بقتل ثلاثة أشخاص.