ليت قطر لم تمارس "محض ارادتها" علينا وتغلق مكتب التمثيل الإسرائيلي حرصاً على "تهيئة الأجواء لنجاح أعمال القمة الاسلامية ومراعاة للظروف التي تمر بها المنطقة". ليتها حافظت على "مسمار جحا القطري" في جدارها وأبقت كل هذا القيل والقال وكثرة السؤال والمقاطعة للقمة وخفض مستوى التمثيل اليها ونجاحها وفشلها. ليت الدوحة لم تحرمنا من هذه المسرحية السياسية الهزلية الشيقة التي أنستنا همنا وجعلتنا نضحك من انفسنا وعليها. كاد المسمار القطري ان يجهض القمة الاسلامية التاسعة ويحرم الأمتين العربية والاسلامية من بيان ختامي جديد يشجب ويتمنى ويندد. لكن الله ستر وتراجعت الدوحة عن اصرارها في اللحظات الأخيرة ونجحت في استثمار "مسمارها" التجاري مع اسرائيل في شكل درامي غير مسبوق، ورفعت ثمنه السياسي وجعلت قرار اغلاقة هدفاً للأمة الاسلامية قاطبة وانجازاً تاريخياً للتضامن الاسلامي. لا شك ان مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في الدوحة مجرد "شيك بلا رصيد" في موازين التبادل التجاري بين الافراد، فضلاً عن الدول، لكنه على رغم ذلك صار اكبر هدف لقادة الدول الاسلامية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، وأهم سفارة لإسرائيل في العالم العربي، وسيطر على أجواء القمة الاسلامية وحدد سقفها بعدما كان هدد بفشلها او تحويلها الى اجتماع وزاري عابر. الأكيد اننا نعيش زمن "اللعب مع الصغار"، لأن ما يجري من أخذ ورد بشأن اغلاق موقت لمكتب التمثيل الاسرائيلي في الدوحة، وكأننا في صدد قرار حرب لحماية الفلسطينيين من آلة الارهاب الاسرائيلية، دليل لا يقبل الجدل على اننا نعيش زمناً عربياً منكوساً هو الزمن القطري، الذي جعل السياسة بازاراً للشعارات والمزايدات وبيع المواقف. وجعل دماء الشهداء ملصقات دعاية وكلمة في بيان ختامي انشائي لقمة اسلامية في الدوحة.