لم يراع المسؤولون في مجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة السلة عنصراً إنسانياً مهماً عند توقيعهم العقوبة العنيفة بايقاف أحمد عادل عبدالفتاح عاماً كاملاً. وكان الحكم الدولي السكندري مجدي جلال الذي أدار مباراة الأهلي والزمالك في الدوري دان أحمد عادل بمحاولة الاعتداء عليه، وهي تهمة عنيفة تستوجب عقوبة رادعة تراوح بين الشطب والايقاف الطويل. لكن أحداً لم يناقش الدوافع التي أدت إلى هذا الخطأ الجسيم من لاعب لم تصدر ضده أي عقوبة في تاريخه الطويل الذي يمتد عشرة أعوام مع الفريق الأول للزمالك. ولو ناقش أي مسؤول في الاتحاد تلك الدوافع لجاءت العقوبة مخفضة جداً لأن الخطأ الذي ارتكبه أحمد عادل يدخل تحت بند "طاعة الوالدين". وكانت المباراة العاصفة التي انتهت بفوز الأهلي 69-68 في ملعب الزمالك شهدت اعتراضات واحتجاجات وسباباً وشغباً طوال الشوط الثاني، ووصل الخلاف بين عادل عبدالفتاح المدير الفني للزمالك وبين طاقم الحكام، لا سيما مجدي جلال، الى ذروته في الدقائق الأخيرة عندما ظن المدير الفني أن الحكم أهدى رمية جانبية الى الأهلي من دون وجه حق، وتجاهل احتساب خطأ للزمالك يستوجب رميتين حرتين قبل ثانية من صفارة النهاية. وفور انتهاء اللقاء نشب خلاف حاد بين عادل عبدالفتاح والحكم مجدي جلال، وكان طبيعياً أن يتجه اللاعب لنصرة والده في مواجهة الحكم من دون تفكير في الموقف الرياضي وتبعات التدخل. ولا يمكن لإبن - مهما كان هدؤه والتزامه - أن يترك والده في صراع أو خلاف من دون أن يتدخل للوقوف الى جانبه، ما ينفي عن اللاعب شبهة سوء السلوك المتعمد أو التربص بالحكم أو الرغبة المسبقة للاعتداء عليه أو للنيل منه. عادل عبدالفتاح المدير الفني هو المخطئ الأول والأكبر بالاعتراض على الحكام وإثارة الجميع ضدهم، ولم يعاقب إلا بالايقاف مباراتين. وفي المقابل دفع نجله المخلص أحمد عادل ثمناً غالياً لبر الوالدين، وهو أمر لا يرضي أحداً. اللاعب دفع ثمناً أيضاً لخروج والده عن الروح الرياضية، وهو ما يفتح الملف العاطفي لوجود أب وابنه أو وجود شقيقين - مثل ابراهيم وحسام حسن في فريق كرة القدم - وهو ما يثير أي طرف إذا دخل الطرف الثاني في خلاف خلال المباراة. وللقرابة ثمن، يدفعه الصغار أحياناً.