غزة، عمان - د ب أ، أ ف ب - قال الرئيس ياسر عرفات إن موضوع تنازل الاردن عن ولايته الدينية على القدس مدار بحث بينه وبين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية. ولم يكشف عرفات لصحيفة "العرب اليوم" الصادرة في عمان هل طلب الفلسطينيون ذلك فعلاً من الاردن، وقال: "هذا الموضوع نبحثه بيننا". وكان العاهل الأردني أكد الخميس الماضي أن استعداد الاردن للتنازل عن مسؤوليته تجاه الأماكن المقدسة في القدس هو "تأكيد لحقيقة سياسية نؤمن بها وهي أن القدس مدينة فلسطينية محتلة يسري عليها ما يسري على باقي الاراضي المحتلة، ومن حق الفلسطينيين أن يتولوا شؤون عاصمتهم في التفاوض وفي المسؤولية النهائية عنها، والاماكن المقدسة هي مسؤولية عالمية وعربية وإسلامية". كذلك أكد رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة الاسبوع الماضي استعداد بلاده التنازل عن مسؤوليتها تجاه الاماكن المقدسة في القدس إذا طلب الفلسطينيون ذلك. ويحتفظ الاردن بدور في رعاية الاماكن المقدسة في القدس وفقاً لمعاهدة السلام الأردنية - الاسرائيلية الموقعة عام 1994. وكان العاهل الاردني الراحل الملك حسين يصر على مثل ذلك الدور إلى أن يتم التوصل إلى حل نهائي في شأن القدس في مفاوضات المرحلة النهائية. وعلق عرفات ساخراً على الأنباء التي تقول إن العاصمة الفلسطينية سيتم اختصارها في أبو ديس، إحدى ضواحي مدينة القدس، فقال: "أين أبو ديس، أنا لا أعرف قدساً اسمها أبو ديس أو شيئاً اسمه جزء من القدس الكبرى، أنا أعرف القدس الشريف التي احتلت عام 1967 عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى". وعما اذا كانت السلطة الفلسطينية طلبت من الاردن ملاحقة قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، قال عرفات: "كل ما هنالك أننا بيّنا أنهم يصدرون الاوامر بالعمليات العسكرية من عمان، فاتخذت الحكومة إجراءاتها القانونية". من جهة اخرى، اكد عرفات عزم الشعب الفلسطيني "على استعادة ارضه المحتلة وتحرير ابنائه الذين ما زالوا في سجون الاحتلال"، وذلك خلال ترؤسه الاجتماع الاسبوعي للقيادة الفلسطينية مساء اول من امس في مدينة غزة. واستهل عرفات الجلسة بتهنئة المحررين من "سجون الاحتلال"، مشيداً "باستعادة اجزاء عزيزة من ارض وطننا". وقال عرفات معلقاً على اعادة الانتشار في الضفة الغربية ان "اجزاء عزيزة من ارضنا تعود الينا اليوم لنعيد بناء وطننا ودولتنا المستقلة تحت راية علمنا الوطني وبدعم امتنا العربية وشعوب العالم الثالث ودوله". واستعرض الوفد المفاوض بالتفصيل المرحلة الاولى من اعادة الانتشار في 7 في المئة من اراضي الضفة الغربية حيث اعلن ان المساحة التي شملتها اعادة الانتشار بلغت نحو 400 كيلومتر مربع. ووافقت القيادة على قرار عرفات استيعاب "اسرانا المحررين في دوائر السلطة ومؤسساتها المختلفة من خلال تشكيل لجنتي عمل". وأكدت الاستعداد لمفاوضات الوضع النهائي، داعية إلى "رص الصفوف والتلاحم الشامل بين ابناء شعبنا في كافة اماكن وجوده في الوطن والمنفى" ومعاودة "جلسات الحوار الوطني التي بدأت في القاهرة ورام الله"، في اشارة الى "اهمية مشاركة كل القوى" في العملية. ودعت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى وقف "هجمة الاستيطان التي لم تتوقف رغم توقيع اتفاق شرم الشيخ، اذ لا زالت الجرافات تعمل في راس العمود وابو غنيم". وشددت على وجوب "وقف هذا الوضع الاستيطاني الشاذ ووضع حد للازدواجية التي تلحق ضرراً بعملية السلام".