قال مدير عام "فندق مالباطا" الدولي في طنجة السيد عماد مهنة سعودي ان المجموعة السويسرية "موفنبيك هوتيلز اند روسورت" فازت بعقد ادارة الفندق الذي يعتزم فتح ابوابه للجمهور عام 2000 بعد استكمال التجهيزات. وستتولى المجموعة السويسرية، التي تملك 47 فندقاً في العالم تضم 8648 غرفة في 12 بلداً، ادارة الفندق مدة عشر سنوات. وتجرى حالياً مفاوضات بين الطرفين لانشاء شركة محلية للادارة في المغرب سيكون من اهدافها جلب السياحة الراقية وسياحة النخب والمؤتمرات وربط طنجة بسلسلة الخدمات الدولية التي تملكها المجموعة في عدد من المناطق. واعتبر السيد عماد مهنة ان الهدف الآخر للمشروع الذي تنفذه مجموعة "مالباطا انترناشيونال كوربوريشون" هو "اعادة البسمة الى مدينة طنجة وتفعيل الحركة السياحية في المنطقة الشمالية على البحر الابيض المتوسط". وقال ان المدينة المتوسطية كانت دوماً تستهوي السياح العرب والاجانب ولها تاريخ مجيد يجعلها بين المدن السياحية الاكثر شهرة في العالم. ويعتبر "فندق مالباطا" الذي كانت اشترته المجموعة السعودية من الحكومة المغربية بمبلغ 54 مليون درهم، لدى تخصيصه اواسط التسعينات بعد فترة اغلاق ألحقت اضراراً ببنياته، احد اكثر المنشآت السياحية في طنجة واحدث فندق في غرب البحر الابيض المتوسط. وتقدر الكلفة الاجمالية للمشروع بنحو 83 مليون دولار. ويشمل الفندق ، وهو من خمسة نجوم، كازينو للترفيه والعاب الحظ و228 غرفة و19 جناحاً منها جناح ملكي و38 جناح خاص وثلاث فلل فاخرة، وهو يضم قاعة للمؤتمرات قادرة على استقبال الف شخص ومختلف انواع التظاهرات والمؤتمرات الدولية اضافة الى ثلاثة مطاعم لتقديم فنون الطبخ الدولي والمغربي. ويتوقع المسؤولون عن المشروع ان يغيّر "فندق مالباطا" الوجه السياحي لمدينة طنجة التي هجرها السياح الاثرياء العرب منذ حرب الخليج الثانية وتراجعت فيها حركة الترفيه منذ اواسط التسعينات في شكل أضرّ بالنشاط السياحي برمته على رغم مرور نحو مليون زائر سنوياً عبر بوابتها في اتجاه اوروبا المهاجرون. وكانت طنجة حتى عهد قريب تعيش من عائدات السياحة الراقية ولهذا الغرض اقيمت بها عشرات الفنادق من فئة خمس واربع نجوم المطلة على البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي، لمنافسة مراكش واغادير اللتين حافظتا على نشاطهما وزادتا اعداد الوافدين لا سيما الاوروبيين والاميركيين. كما شيدت بالمدينة قصور لشخصيات نافذة وثرية من الخليج العربي في السبعينات والثمانينات لمنافسة جارتها ماربيا على الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط. لكن بعضهم فضّل الاندلس على مدينة البوغاز التي شبهها بعض الكتّاب الاميركيين بالعروس الحسناء التي ظلت تنتظر فستان الفرح الذي قد يأتي وقد لا يأتي على طريقة انتظار غورو. وتسعى طنجة حالياً الى اجتذاب جمهور العاب الحظ من خلال كازينو مالباطا في محاولة لاستعادة بعض الامجاد التي اخذتها منها مدينة مراكش التي تملك اكبر كازينو في افريقيا في "فندق المأمونية". وتعتبر مصادر سياحية تفضّل عدم ذكر هويتها ان مرتادي الكازينو هم فئة خاصة لهم طقوس وشروط كانت المدينة تعجز عن توفرها. وتعتقد مصادر في "فندق مالباطا" ان الكازينو بإمكانه وحده تشغيل 50 غرفة يومياً. وتراهن المجموعة السعودية على خبرة "موفنبيك" السويسرية لاضفاء البعد الدولي على النشاط السياحي في المدينة مستفيدة من وجود مطار بوخالف الدولي، وقربها من اوروبا عشرة اميال وعبور عشرات البواخر السياحية يومياً لشاطئ المدينة الذي يتيح سياحة اليخوت والرياضات الشراعية. ويقع الفندق في مرتفع من الارض يطل على البحر المتوسط وبامكان النزلاء في وقت لاحق مشاهدة اطراف الليل وهي تزحف تدريجاً على صخرة جبل طارق حيث الظلام يبدأ مبكراً في اوروبا في وقت تكون كرة الشمس الحمراء تتهاوى في المحيط الاطلسي في الطرف المغربي تماماً كما كان يشاهدها طارق بن زياد قبل 13 قرناً وهو يتأمل الغروب استعداداً للانطلاق ببواخره الخشبية الى الاندلس. ارتفاع اعداد السياح الاجانب من جهة اخرى قالت وزارة السياحة المغربية ان اعداد الوافدين زادت خلال الشهور السبعة الاولى من السنة الجارية بنحو 17.7 في المئة وبلغت بنهاية تموز يوليو الماضي 1.360 مليون سائح اجنبي، في حين زادت العائدات خلال النصف الاول من السنة نحو ستة في المئة لتناهز 7.1 بليون درهم نحو 730 مليون دولار. ولوحظ ارتفاع اعداد الوافدين الفرنسيين بنسبة 33.6 في المئة في حين قدر عددهم بنحو 495 الف شخص، وجاء الالمان في المرتبة الثانية بنسبة 135 الف شخص على رغم تراجع عددهم 7.2 في المئة، وكان مثيراً ارتفاع اعداد السياح الانكليز بنسبة 22.7 في المئة اذ بلغ عددهم 73.8 الف شخص. وحافظ الاسبان على المرتبة الثالثة بنسبة 130 الف كذلك زادت اعداد الاميركيين 28.6 في المئة ليبلغ مع الكنديين 93.5 الف زائر والآسيويين 63 الف سائح. وارتفعت السياحة العربية نحو المغرب بنسبة 16.6 في المئة وكان التطور الاكبر من نصيب السياح السعوديين الذين زاد عددهم 20 في المئة ووصل الى عشرين الف سائح اغلبهم شباب. وزاد المصريون 27 في المئة ليصلوا الى الف سائح والجزائريون 16.8 في المئة ليصلوا الى 9.4 الف زائر. في حين تراجع الليبيون بنسبة 20.8 في المئة الى 4858 سائحاً وارتفع اجمالي السياحة المغاربية الى 33 ألف سائح خلال النصف الاول من السنة والسياحة المشرقية الى 41 ألف سائح. وقال وزير السياحة حسن الصبار انه يتوقع ارتفاع عدد السياح السنة الجارية الى اكثر من ثلاثة ملايين سائح لكن هذا الامر يثير مسألة السعة الايوائية للفنادق المغربية التي تعجز عن استقبال هذا العدد الهائل ضمن الشروط المطلوبة. واستبعد في تصريح الى "الحياة" ان يكون التدفق على السوق المغربية مرتبط بالازمة في البلقان. وقال ان ارتفاع الطلب ناتج عن الجهود التي قام بها المهنيون والمستثمرون الاجانب في اشارة الى نشاط مجموعة "اكور" الدولية في المغرب والى الجهود التي قامت بها للتعريف بالمغرب في الاسواق التقليدية للسياحة الوافدة. واعتبر ان السياح الوافدين جاؤوا اساساً من فرنسا والاسواق القريبة في اوروبا والشرق الاوسط وشمال القارة الاميركية. واشار الوزير المغربي الى ان بلاده تتوقع قدوم عشرة ملايين سائح دولي عام 2010 وان العدد قد يصل الى ستة ملايين عام 2006 ما يجعل المغرب مهيئاً من ناحية التجهيزات لاحتضان نهائيات مونديال كرة القدم. وعلى صعيد العائدات توقع ان تدرّ السياحة المغربية خلال 1999 اكثر من بليوني دولار ما سيجعلها في مقدم مصادر دخل البلاد من العملات الصعبة وقبل عوائد المهاجرين و الفوسفات.