انتقد الرئيس صدام حسين قادة الأحزاب الكردية في العراق، فيما كثفت الادارة الأميركية ضغوطها على زعيمي الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مسعود بارزاني وجلال طالباني لدفعهما الى تسوية خلافاتهما على تطبيق الوثيقة التي ابرماها في واشنطن بعد سلسلة اجتماعات نهاية الشهر الماضي. وفي حديث الى مجموعة من أعضاء حزب البعث الحاكم حمل صدام على السياسة الأميركية تجاه العراق والأكراد خصوصاً، وانتقد بشدة زعماء الأحزاب الكردية. واثنى على "الخيّرين من أبناء الشعب الكردي" الذين قال انهم يشكلون "الغالبية". وكال صدام المديح لهم "لأنهم ليسوا مستعدين لأن يكونوا ضمن سوق المساومة". وتعد هذه الانتقادات أول تعليق من الرئيس العراقي على اجتماعات واشنطن التي يفترض ان تمهد لتوحيد الادارة الكردية وانهاء مرحلة طويلة من الخلافات بين الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني. وكثفت الادارة الأميركية ضغوطها على الحزبين لحضهما على تنفيذ الاتفاق الذي صيغ في واشنطن أخيراً ولم يوقع بانتظار مشاورات اضافية مع قيادتي الحزبين. وعلمت "الحياة" ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت بعثت برسالة بهذا المعنى الى بارزاني وطالباني، وهي تتابع عن كثب هذا الملف. وقالت مصادر قريبة الى المفاوضات ل"الحياة" ان اولبرايت "شدّدت في رسالتيها على تهدئة الخلافات وتبني مبادرات ميدانية تنزع فتيل التوتر، وتمنع تجدد القتال بين الحزبين بأي ثمن". يذكر ان الطرفين توصلا الى اتفاق على سبعة محاور أساسية تقضي بوقف الحملات الإعلامية بينهما وفتح مكاتب لكل طرف في مناطق الطرف الثاني يكون لها الحق في العمل السياسي بمعناه الواسع، تتبعها بعد ثلاثة أشهر إعادة فتح فروع الحزبين في كل أنحاء كردستان، وتنسيق سياساتهما لعدم اعطاء حزب العمال الكردستاني أي ملاذ أو مقرات سياسية أو عسكرية أو إعلامية، وإعادة المهجرين الى مناطقهم وتنظيم توزيع "منصف" للعائدات الجمركية، والتحضير لانتخابات برلمانية كردية وتأسيس مجلس انتقالي مشترك. لكن المفاوضات توقفت عند ذلك الحد، ولم يتوصل الطرفان الى اتفاق على أربعة مواضيع اجرائية طرحها الاتحاد الوطني الكردستاني، تتعلق بالمبالغ التي يجب أن يسلمها حزب بارزاني الى الاتحاد، ودعوة الأخير الى تطبيع فوري في مدينة اربيل، والاشراف المشترك على الأمن عبر لجنة رباعية يساهم فيها الى الحزبين الآشوريون والتركمان، وتشكيل حكومة انتقالية. وعلمت "الحياة" ان اولبرايت حضت حزب بارزاني على القيام بمبادرات، ولو من جانب واحد، "لدعم أجواء الثقة المتبادلة" فيما ركزت على اقناع الاتحاد بتنفيذ النقاط السبع التي اتفق عليها، ومواصلة بحث نقاط الخلاف عبر اجتماعات لجنة التنسيق العليا تضم الحزبين التي ينتظر أن تستأنف قريباً.