احتفلت منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي صودف في 31 أيار مايو الماضي. وحمل هذه السنة شعار "موسم التوبة عن التدخين". وأوضحت المنظمة في تقريرها عن هذا الموضوع ان "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين يهدف الى التركيز على ما يلحقه التدخين من اضرار بالصحة". وأورد "أدلة علمية تؤكد ان التبغ يسبب اكثر من ثلاثة ملايين وفاة كل عام، اي نحو عشرة آلاف وفاة كل يوم. ويقع اكثر من مليون من هذه الوفيات في الدول النامية". وأضاف ان "الابحاث تؤكد ان الاقلاع عن التدخين يقلل كثيراً من خطر الاصابة بالامراض التي يسببها التبغ ما يعني انه يمكن تجنب 100 مليون وفاة بتعزيز الجهود للاقلاع عن التدخين". وقدر ان "يصبح التبغ في السنة 2020 السبب الاول للوفاة والعجز في العالم اذ سيقتل اكثر من عشرة ملايين نسمة سنوياً منهم مليونان في الصين اي انه سيسبب وفيات يزيد عددها على ما يسببه الايدز والسلّ ووفيات الامومة وحوادث السيارات والانتحار وجرائم القتل مجتمعة". وصنفت المنظمة التدخين على انه "ادمان، والاقلاع عنه ليس امراً سهلاً، واحتمالات النجاح في محاولة احد ما للاقلاع عن التدخين من دون اتخاذ اسباب مساعدة، لا تزيد عن الواحد في المئة". ولفت التقرير الى توجه "الجهود الى المراهقين". واقترح "قواعد اوصى العاملين الصحيين باتباعها في مداخلاتهم لتشجيع الاقلاع عن التدخين وتتضمن استراتيجية من ست خطوات وهي تحديد منظم لمستخدمي التبغ مع توثيق حالاتهم الصحية وحض المدخنين على الاقلاع عن التدخين والتعرف الى المدخنين المستعدين لمحاولة الاقلاع وتشجيع غير المستعدين بعد ومساعدتهم على تأكيد التوبة". وأكد التقرير ان "النجاح في الاقلاع عن التدخين امر ممكن، ففي السنوات الثلاث الاخيرة نجح اكثر من مئة ألف شخص في هونغ كونغ في الاقلاع عن التدخين". وأظهرت دراسة اصدرتها مجموعة البنك الدولي بعنوان: "استئصال الوباء: الحكومات واقتصاديات السيطرة على التبغ" وركزت على المعايير الدولية القائمة لاستخدام التبغ، ان عدد المدخنين في العالم يبلغ نحو 1.1 بليون نسمة. وفي حلول العام 2025، يتوقع ان يصل الى 6.1 بليون نسمة، وان يموت نحو 500 مليون نسمة بسبب التدخين، وأكثر من نصف عدد الوفيات المستقبلي سيحدث بين أطفال ومراهقي اليوم. فيما يصبح ما بين 80 ألف و100 ألف شاب كل يوم مدخنين اعتياديين طويلي الأمد، معظمهم من الدول النامية". واعتبرت الدراسة ان "رفع اسعار السجائر هو اكثر الطرق فاعلية في تقليل الطلب عليها، اذ ان زيادة سعر علبة السجائر بمعدل 10 في المئة يمكن ان تقلل الطلب عليها بمقدار 8 في المئة في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل و4 في المئة في الدول المرتفعة الدخل للفرد. ويكون الاطفال والمراهقون والفقراء الاكثر استجابة لإجراء رفع الاسعار، وبالتالي فإن لهذه المداخلة تأثيراً مهماً فيهم. وبين التدابير الفاعلة الاخرى لتقليل الطلب على التبغ الحظر الشامل للاعلان والترويج له، وتعزيز اعلام مكثف مضاد له".