أبدت أوساط مغربية وسعودية ارتياحها إلى أجواء المحادثات التي أجراها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي. وقالت مصادر ل"الحياة" إن الاوضاع في العالم العربي والاسلامي والأزمات الدولية كانت في مقدم القضايا التي درسها الجانبان. وأكدت "تطابقاً كاملاً في وجهات النظر ازاء تأهيل الوضع العربي لمواكبة التحولات الدولية، خصوصاً على مستوى رأب الصدع وتجاوز الخلافات". وتوقعت المصادر تفعيل الجهود العربية خلال المشاورات التي يجريها المسؤول السعودي مع قادة الدول العربية، ليبيا ومصر وسورية والأردن مطلع الشهر المقبل، بعد انتهاء زيارة خاصة للمغرب بدأت أمس. لكن المسؤولين في الرباط أبدوا مزيداً من التفهم للمساعي السعودية لتقريب وجهات النظر العربية، وصرح مسؤول مغربي ل"الحياة" أمس ان المغاربة يذكرون بتقدير كبير مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتحقيق المصالحة بين المغرب والجزائر في القمة التي رعاها شخصياً وجمعت الملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد في منطقة الحدود المشتركة عام 1986. وسألت "الحياة" إذا كانت هناك مبادرة مماثلة في ضوء الزيارة التي كان قام بها الأمير سلطان النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، فقال المسؤول، الذي فضل عدم كشف اسمه "إن السعودية مهتمة بترتيب الأوضاع بين مختلف الدول العربية، وان تجربتها في الانفتاح على إيران وقيامها بمساع لحل الأزمة بين ليبيا والدول الغربية، تعتبر عوامل مشجعة على طريق تنقية الاجواء العربية". وأضاف ان الطريق أصبح معبداً أمام حصول انفراج في العلاقة بين المغرب والجزائر، وان عقد قمة بين الملك الحسن الثاني والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة "لم يعد مستبعداً"، لكنه رهن ذلك بالوقت والإعداد الجيد إن على صعيد المساعي المبذولة لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، أو في النطاق الثنائي. وترصد الأوساط المغربية في غضون ذلك مضمون الخطاب الذي سيوجهه الرئيس بوتفليقة السبت، كونه مؤشراً لمسار العلاقات المغربية - الجزائرية، في حال احاطته بالأوضاع الاقليمية، بعدما تمكن البلدان من احتواء أزمة أخيرة.