شدد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على ان "القضية الفلسطينية بشموليتها والقدس بخصوصيتها ستظلان امانة في اعناقنا، ولا تنازل او مهادنة دون حقوقنا المشروعة التي يقوم عليها السلام الشامل العادل لجميع الاطراف". وأكد اهمية "الضمان الدولي" لحقوق الفلسطينيين وثبات مواقف السعودية من قضايا الامتين العربية والاسلامية "لأننا لا نتمثلها تكلفاً او تطبعاً بل نستمدها ونتبناها واجباً عقائدياً نؤمن به ولا نساوم عليه"، بما في ذلك الموقف من الاحتلال الاسرائيلي للجولان وجنوبلبنان. واعلن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه سفراء الدول العربية والاسلامية في روما امس ان السعودية ستعمل من اجل عودة جميع اللاجئين من كوسوفو الى وطنهم "ضمن اتفاق دولي يضمن لهم حقهم في تقرير مصيرهم". والتقى ولي العهد السعودي السفراء في المركز الثقافي الاسلامي في روما قبل انتقاله الى المغرب حيث اجرى محادثات مع الملك الحسن الثاني. وكان بدأ في جنوب افريقيا في 19 الشهر الجاري جولة واسعة ستشمل ايضاً ليبيا ومصر وسورية والاردن. واعلن السفير السعودي لدى ايطاليا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز ان الأمير عبدالله تبرع بمبلغ مليون دولار للمجلس التنفيذي الذي سيقام في ايطاليا وسيتولى التنسيق بين المؤسسات الحكومية في هذا البلد والجاليات الاسلامية. كما تبرع ولي العهد السعودي لعمليات "قوس قزح" التي يشرف عليها رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما لمساعدة النازحين من كوسوفو في مخيمات البانيا ومقدونيا. وقال الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه سفراء الدول العربية والاسلامية: "موقفنا في المملكة العربية السعودية تجأه قضايا امتنا العربية والاسلامية نتبناه في صورة عقائدية نؤمن بها، لذلك ستبقى القضية الفلسطينية بشموليتها والقدس بخصوصيتها امانة في اعناقنا". واشار الى "محنة اخوتنا في كوسوفو، وما يتعرضون له في امنهم وعيشهم"، لافتاً الى جهود السعودية لمساعدتهم. واضاف: "سنعمل ما يمكن عمله من اجل عودة جميع اللاجئين الى وطنهم، وضمن اتفاق دولي يضمن لهم حقهم في تقرير مصيرهم". وتحدث الأمير عبدالله في المركز الثقافي الاسلامي امام ابناء الجاليات الاسلامية وقال ان "الاسلام رسالة انسانية لا تعترف بالاعراق ولا الاجناس، ولا تخص شعباً دون آخر" فهي الدعوة بالحسنى واللين في التعامل "وما دون ذلك لا يخرج عن كونه تطرفاً يرفضه الاسلام ويزدريه". ونوه بتفهم ايطاليا ان ما يحصل على اراضيها "من بعض المنتمين الى الاسلام من تجاوزات لا يخرج عن كونه تصرفاً شخصياً، الاسلام منه بريء". وكان ولي العهد السعودي حضر مأدبة غداء اقامها تكريماً له وزير الخارجية الايطالية لامبرتو ديني في فيلا ماداما. في الرباط ذكرت مصادر مطلعة ان محادثات العاهل المغربي وولي العهد السعودي تناولت المستجدات في الشرق الاوسط وجهود تحريك عملية السلام، بالاضافة الى الوضع في الخليج وازمة كوسوفو، والمساعي السعودية لتنقية الاجواء العربية. ورجحت ان يكون وضع القدس حظي بحيز واسع في المحادثات. وصرح السفير السعودي في الرباط الدكتور محيي الدين خوجة الى "الحياة" بأن تحريك عملية السلام ورصد الوضع في الخليج ومستقبل العراق، اضافة الى مأساة كوسوفو تملي مقداراً اكبر من التشاور بين الدول الاسلامية، خصوصاً بعد الانفتاح في العلاقات بين ايران والسعودية، وبين ايران ودول الخليج عموماً، مما يشكل مؤشراً ايجابياً باتجاه معاودة ترسيخ التضامن الاسلامي.