أكد مدير قسم الشرق الاوسط في البنك الدولي كمال درويش ان المساعدات الدولية للفلسطينيين ستستمر وان البنك سيبذل قصارى جهده للمساعدة في تنمية الاراضي الفلسطينية. واشار الى ان هناك تعاوناً جيداً بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية والدول المانحة على رغم العراقيل وخصوصاً اغلاق المعابر بين مناطق السلطة واسرائيل. لكنه قال ان وجود حل سياسي دائم سيجعل الوضع افضل ويشجع المال الخاص على استكمال ما تقدمه الدول المانحة. وروى درويش ل "الحياة" ما حدث خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للدول المانحة للسلطة الفلسطينية في فرانكفورت الاسبو الماضي، والتي شهدت انسحاب الوفد الاسرائيلي من الاجتماع بحجة ان الورقة التي قدمها وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث كانت سياسية اكثر منها اقتصادية. وقال درويش ان الفلسطينيين قدموا خطة اقتصادية تضمنت خرائط جغرافية للمناطق الفلسطينية شملت كل الضفة الغربية وطرقات مؤدية الى القدس، ما أدى الى اعتراض الوفد الاسرائيلي وانسحابه. وعن تأثير هذا الموقف الاسرائيلي في التنمية الاقتصادية في الضفة وغزة وعما تحقّق على صعيد التنمية في مناطق السلطة الفلسطينية، قال درويش: "لقد أسفنا كثيراً لإنسحاب الوفد الاسرائيلي، ونحن مقتنعون بأن الاجتماعات الدولية الاستشارية التي تركز على مساعدات الدول المانحة لتنمية السلطة الفلسطينية ينبغي ان تبقى بعيدة عن السياسة، لأنها إذا تحولت الى مناسبة سياسية فلن تصل الى هدفها". ولكنه اضاف ان ليس من السهل دائماً فصل السياسة عن الاقتصاد، مشيراً الى ان الاجتماع استؤنف ونجح في التوصّل الى التزام بتقديم 700 مليون دولار في 1999 لدعم التنمية في المناطق الفلسطينية. ورأى ان هناك مشاريع نفذها القطاع العام الفلسطيني ومنها التعليم والطرق، بشكل معقول. اما بالنسبة للقطاع الخاص "فإنه يواجه بطئاً وصعوبات لأنه يحتاج الى شفافية في الأفق السياسي المستقبلي قبل الدخول في استثمارات خاصة. ولكن هناك بعض التحرّك مثلا في المدينة الصناعية في غزة وكذلك هناك بعض الاستثمار الاسرائيلي". وعن الأوضاع الاقتصادية في الشرق الأوسط عموماً قال درويش: "أن هناك دولاً كثيرة في المنطقة أنجزت تقدّماً على صعيد الاقتصاد الكلّي ولكن لسوء الحظ ليس هناك نمو كاف. ونتيجة ضغط القوى العاملة الشابة في هذه الدول من الواضح انه لا يمكن لدول المنطقة الاستمرار على هذا النمط من النمو الضعيف، وينبغي عليها الاسراع لرفع مستوى النمو الذي يقدّر بنحو ثلاثة الى اربعة في المئة. وعن انخفاض مستوى النمو في لبنان الذي أعلن اول من أمس، قال درويش ان هذا البلد يخوض مسيرة اعادة الاعمار وقام بانجازات كبرى على هذا الصعيد، ولكنه يواجه الآن صعوبات في الموازنة وتأثر كثيراً من الحرب والدمار وواجه صعوبات في اعادة الاعمار وهو أمام خيارات صعبة جداً بين العجز في الموازنة ومصاريف اعادة الاعمار. ولكن للبنان قدرات كبرى، وهو سدد، حتى خلال الحرب، كل ما كان يترتب عليه من مدفوعات.