أصدر الرئيس السوداني عمر البشير قراراً بالعفو عن 19 متهماً في حوادث تفجير ومحاولة تخريب العام الماضي، فأطلق امس سراح الأب هلري بونا ولينو سبت و17 متهماً بعد لقاء عقده البشير مع محامي المتهمين غازي سليمان والزعيم السياسي الجنوبي الدكتور توبي مادوت، بحضور عدد من الوزراء. ومن المتوقع ان تصدر قرارات اخرى باسقاط عقوبة السجن عن بعض المعتقلين في قضايا سياسية وأمن دولة. فقد طلب الرئيس السوداني من وزارة العدل السودانية اصدار القرارات اللازمة لاطلاق سراح كل المتهمين بمحاولة التخريب والتفجير التي وقعت ليلة الاحتفال بالعيد التاسع للانقاذ في التاسع والعشرين من شهر حزيران يونيو العام 1998. ويشمل القرار احد اساقفة الكنيسة السودانية وهو الأب هلري بونا وزميله لينو سبت، وسبعة عشر متهماً آخرين. وعلمت "الحياة" ان اجتماعاً عقد صباح امس في مكتب الرئيس السوداني بناء على الالتماس الذي قدمه المحامي المعارض غازي سليمان الذي كان يقود هيئة الدفاع عن المتهمين. وحضر اضافة للمحامي سليمان الزعيم السياسي الجنوبي الدكتور توبي مادوت، والوزير عبدالباسط سبدرات مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية والقانونية ووزير العدل النائب العام علي محمد عثمان ياسين ووزير الدولة بوزارة التخطيط الاجتماعي. وقال وزير العدل ان توصية الرئيس وقراراته ستنفذ فوراً. ونوه المحامي غازي سليمان بالقرار واعتبر خطوة نحو الوفاق الوطني والمصالحة السياسية وقال ان جهوده مع الوزير عبدالباسط سبدرات ستواصل لاطلاق سراح بقية المتهمين في قضايا أمن الدولة والمحاولات الانقلابية السابقة. وكان الرئيس السوداني اصدر قرارات مطلع هذا الشهر باسقاط عقوبة السجن عن كل السجناء السياسيين، والغاء ما كان يسمى بقوائم الحظر من السفر وكذلك اعادة الممتلكات التي كانت صودرت من بعض السياسيين المعارضين. وسبق تلك القرارات لقاء الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء السابق، زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جيبوتي واتفاقهما على تعزيز خطوات الوفاق والمصالحة.