أكدت المصادر المسؤولة في نادي باير ليفركوزن الألماني مراراً وتكراراً انها لن تتخلى عن لاعبها البرازيلي إمرسون تحت أي ظرف. بيد أن رياح التغيير حملت أخيراً أنباء مؤكدة تفيد انتقاله الى ايطاليا ان لم يكن خلال فترة توقف الدوري الألماني التي تمتد حتى منتصف الشهر المقبل فانه سيكون في نهاية الموسم الحالي على أكثر تقدير رغم ان عقده يمتد الى عام 2001. وسعت فرق ايطالية عدة الى خطب ود لاعب خط وسط المنتخب البرازيلي وأغرته بالعقود الخيالية ما دفعه أخيراً الى التعبير عن رغبته في الانتقال الى بلاد "البيتزا" لكن بحذر شديد تخوفاً من غضب ناديه عليه: "الكرة في ايطاليا أكثر قوة ومتعة ومرجع ذلك هو الاسماء العالمية الرنانة التي تلعب لفرقها بفضل القدرات المالية الفائقة التي تؤمنها الأندية للاعبيها... المسابقات هناك صارت في الواقع عالمية لا محلية. لكن أريد أن اؤكد هنا ان الكرة في المانيا لا تقل سخونة وقوة عما هي عليه في ايطاليا، واستطاعت ان تجذب عدداً كبيراً من نجوم العالم الى ملاعبها خاصة وأن سمعتها الدولية تتمتع بقدر كبير من الثقة". ورغم كل ما قاله إمرسون، والتأكيدات المستمرة لمسؤولي ناديه بعدم الاستغناء عنه، الا ان المقربين من الأوساط الكروية في البلدين أكدوا أنه لم يبق من تفاصيل الانتقال سوى معرفة اسم النادي الايطالي الذي سيلعب له. وأشاروا الى أن الضجة التي افتعلتها الادارة الالمانية واعلانها المستمر أن إمرسون ليس برسم "البيع" ما هي الى مناورات مفتعلة لرفع سعر اللاعب والحصول على أكبر عائد مادي من انتقاله والذي يتوقع أن يصل الى نحو 20 مليون دولار. معقل البرازيليين الأندية الايطالية التي داعبت امرسون كثيرة أبرزها ميلان الذي يبحث عن لاعب خط وسط له صفات وقدرات البرازيلي ليوناردو الذي فقد الكثير من مستواه في الاونة الأخيرة، وارتأى المدرب زاكروني ان إمرسون هو البديل المناسب. لكن لاتسيو لا "يرحم" هذه الأيام فرئيسه المقاول المعروف سرجيو كرانيوتي الذي لا يترك مثل هذه الفرصة تفلت من يديه بخاصة اذا كانت البضاعة المعروضة من عينة "صاحبنا" البرازيلي، دخل على الخط خصوصاً ان وسط فريقه في حاجة الى دعم عاجل . والمح انتر ميلان ولو من بعيد لبعيد، ان هناك مكاناً لإمرسون اذا ما رغب في الحضور الى ايطاليا... لكن مع هذا كله ينتظر ان يحط اللاعب رحاله في فريق العاصمة روما لأسباب عدة في مقدمها أنه لن يشعر بالغربة أبداً لأن روما هو معقل اللاعبين البرازيليين في ايطاليا ويضم خمسة منهم هم كافو والداير وزاغو وماركوس اسونساو وفابيو جونيور... ووجوده في فريق كهذا سيساعد على تأقلمه وانسجامه سريعاً وبصورة أفضل من تواجده في أي فريق آخر... ثم ان رئيس النادي فرانكو سنسي والمدرب فابيو كابللو وعدداً من مسؤولي النادي أبدوا رغبتهم طوال الأشهر الماضية في ضم اللاعب. الأفضل برز إمرسون بشكل لافت جداً هذا الموسم واعتبره مدربه كريستوف داوم أفضل لاعبي ليفركوزن على الاطلاق: "إمرسون خامة رائعة وامكاناته هائلة، وهو بارع في أداء مهمة صانع الألعاب "الكلاسيكي" الذي يحتاجه أي فريق. لا يكل ولا يمل من التحرك في ارجاء الملعب كافة طيلة التسعين دقيقة، ويمتاز بأناقته في المراوغة و"الرجولة" في الصراعات الثنائية على الكرة وهو عادة ما يخرج منها فائزاً". واللافت ان إمرسون لم يظهر بالمستوى المطلوب خلال مشاركته منتخب بلاده في بطولة العالم الرابعة للقارات التي أقيمت الصيف الماضي في المكسيك وحلت فيها البرازيل ثانية بعد خسارتها امام أصحاب الأرض بركلات الترجيح. وتحسن مستواه نسبياً عندما فاز مع بلاده بكأس الأمم الأميركية الجنوبية كوبا أميركا في اوروغواي الصيف الماضي ايضاً، لكنه لم يرتق الى ما ينشده المعجبون به. ومن هنا توقع المتابعون له الا يبرز في المسابقات الالمانية، لكن ما حدث هو العكس تماماً: "لا أنكر انني لم أقدم كل المطلوب مني مع المنتخب الصيف الماضي، لكني راض تماماً عما أقدمه حالياً مع فريقي واعتقد ان أدائي يتطور باستمرار. في عام 1998 تم اختياري للمنتخب المشارك في المونديال في آخر لحظة بعدما اصيب روماريو... وهناك لعبت مرتين كاحتياطي... اما الآن صرت عنصراً أساسياً وسيكون لي دوري في تصفيات ونهائيات المونديال المقبل". راحة البال رغم ان ملايين الدولارات تدخل خزائن الأندية البرازيلية مع بداية كل موسم كثمرة لانتقال نجومها للعب في الخارج، الا ان المشكلة الاقتصادية تظل جاسمة بكل ثقلها على نشاطات اللعبة المختلفة وفي مقدمها رواتب اللاعبين. وهذا ما دفع إمرسون مثله مثل غيره الى الرحيل: "كرة القدم كانت دائماً بالنسبة إليّ متعة، لكنها صارت أكثر نفعاً عندما انتقلت الى اسبانيا لأنها منحتني راحة البال بعد أن امنت لي حياة اقتصادية رغدة. نعم قد تكون الحياة صعبة في "الغربة" لكنني نجحت في التأقلم سريعاً على الأجواء الالمانية نفسياً ورياضياً وجماهيرياً وحتى اجتماعياً ما سهل من مهمتي". إمرسون تاريخ وأرقام - اسمه بالكامل إمرسون فريرا دا روزا. - من مواليد 4 نيسان ابريل 1976 في بورتو اليجري في البرازيل. - لعب لفرق بوتافوغو وغرميو قبل انتقاله الى باير ليفركوزن. - شارك في أول مباراة دولية ضد اكوادور عام 1997، ومن يومها لعب 25 مباراة سجل خلالها 3 أهداف. - حصل على كوبا أميركا مع المنتخب، وفاز مع غرميو ببطولة البرازيل عام 1996