قال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أمس ان ليبيا دفعت التعويضات عن مقتل الشرطية البريطانية إيفون فلتشر امام السفارة الليبية في لندن عام 1984 مزيلة بذلك آخر العقبات امام استعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين. وقال كوك رويترز في كلمة امام مجلس العموم انه يتوقع ان يتولى سفير بريطاني مهمات منصبه في طرابلس خلال الشهر المقبل بعد اكثر من 15 سنة من قطع العلاقات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن التعويض سُلّم في الأسابيع الأخيرة الى أسرة الشرطية فلتشر. لكنه امتنع عن الافصاح عن قيمته. وكانت الشرطية توفيت متأثرة باصابتها بأعيرة نارية اطلقت من مبنى السفارة الليبية في لندن اثناء تظاهرة ضد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في نيسان ابريل 1984. وقال كوك: "سلمت حكومة ليبيا التعويض عن مقتل الشرطية فلتشر مزيلة بذلك آخر عقبة كانت تحول دون استئناف العلاقات الديبلوماسية الكاملة ... ويمكنني ابلاغ المجلس اننا نتوقع ان يتولى سفير بريطاني منصبه في ليبيا الشهر المقبل". ويتردد إسم السفير أحمد قذاف الدم لتولي منصب السفير الليبي في لندن. وكانت العلاقات بين البلدين تحسنت ايضاً بعدما سلمت ليبيا في نيسان ابريل الماضي رجلين يشتبه في تدبيرهما حادث تفجير طائرة "بان اميركان" فوق قرية لوكربي الاسكتلندية مما أدى الى مقتل 270 شخصاً عام 1988. إلى ذلك، قرر اللورد القاضي رانالد ساذرلند أمس أن يؤجل الى مطلع الشهر المقبل الجلسة الأولية للمحكمة العليا في ادنبره تمهيدا لمحاكمة المواطنين الليبيين المتهمين بالتآمر مع آخرين لتفجير طائرة "بان أميركان". وجاء التأجيل بعد عشرين دقيقة على جلسة التمهيد أمس، أبلغ فيها فريق الدفاع عن المتهمين المحكمة تسلمه قسما من الوثائق الألمانية المتعلقة بالقضية التي كان طلبها من الادعاء، وشكا من التأخير ومن انه لا يزال في انتظار بقية الوثائق. وتبدأ محاكمة المتهمين الأمين خليفة فهيمة وعبدالباسط على محمد المقراحي في هولندا في 2 شباط فبراير المقبل، وتجرى حسب القانون الاسكتلندي ويقودها ثلاثة قضاة اعلنت اسماؤهم الجمعة الماضي، من بينهم اللورد ساذرلند الذي يترأس المحكمة. وستكون المحاكمة الأولى في تاريخ القضاء الاسكتلندي التي تجري دون هيئة محلفين، ضمانا لابعادها عن كل الآراء المسبقة والمؤثرات السياسية. وقال للمحكمة أمس ريتشارد كين محامي الأمين خليفة فهيمة ان الادعاء لم يتعهد الا اخيرا توفير الوثائق التي طلبها فريق الدفاع في آب أغسطس الماضي، وشكا من "المستتبعات الفعلية لذلك" على عمل الفريق. ومن بين الوثائق المطلوبة 170 ملفاً تضم 40 ألف صفحة تتعلق بتحقيقات الشرطة الألمانية في تفجير الطائرة. وتقع المعلومات الألمانية في ثلاثة اقسام، وهي ترجمة مجموعة الوثائق الأمنية المعروفة باسم "ملفات أوراق الخريف"، وافادة قدمها شاهد تحت اسم "ابو طلب"، وملفات "المساعدة المتبادلة" أو "التحقيقات". وأبلغ المحامي كين المحكمة ان الدفاع تسلم اقراص الكومبيوتر التي تحمل الترجمة الى الانكليزية ل"ملفات أوراق الخريف" الاسبوع الماضي، وانها الآن قيد التفريغ والطباعة. وانه تسلم كذلك افادة الشاهد "أبو طلب". فيما أعلن الادعاء موافقته الكاملة على تسليم وثائق "المساعدة المتبادلة" التي تضم تحقيقات شرطة فرانكفورت في القضية. وأوضح للمحكمة عضو فريق الادعاء المحامي الستير كامبل ان تأخير تسليم الوثائق كان لأسباب تقنية "ولم يكن هناك أي كره للتعاون من قبل الادعاء، بل انه ابعد ما يكون عن ذلك". وقال ان من بين المشاكل "صعوبة حقيقية" في التعاون مع دولة اجنبية ألمانيا، من ضمن ذلك خلافات على الترجمة، "ويسعدني القول إنها انحلت الآن".