وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى تونس، أمس، في زيارة رسمية تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس بن علي. وأشاد لدى حلوله في مطار تونس على رأس وفد رفيع المستوى، بمتانة العلاقات الثنائية واستمرار التشاور والتنسيق بين القيادتين في القضايا التي تهم العالم العربي والاسلامي. وفي الجزائر، أعرب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عن ارتياحه الى المحادثات التي اجراها مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال في رسالة وجهها الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز: "لقد غمرتموني سيدي، مرة ثانية، فرحاً بإيفادكم الى بلده الثاني شقيقنا المشترك وولي عهدكم الأمين سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز". وكان ولي العهد وصل الاثنين الى الجزائر فاستقبله الرئيس بوتفليقة في مطار هواري بومدين، وانتقلا مباشرة الى رئاسة الجمهورية حيث جرت محادثات على انفراد ثم توسعت لتشمل اعضاء الوفدين. وأقام الرئيس بوتفليقة مأدبة عشاء تكريماً للوفد السعودي في اقامة "جنان الميثاق". وتواصلت صباح أمس المحادثات حول القضايا الثنائية والقضايا المشتركة، وتميزت بالصراحة على مختلف الصعد. ووصفت مصادر قريبة من الوفد الجزائري المحادثات بأنها "عميقة" لأنها "كشفت عن وجود هموم مشتركة حول المستقبل المشترك للبلدين". من جهة اخرى قام وفد من ستة رجال اعمال سعوديين بزيارة لولاية جيجل، وقالت السلطات الجزائرية ان الوفد اهتم بالاطلاع على فرص الاستثمار التي توفرها المنطقة. وأبدى استعداداً لتحديد مشاريع استثمارية تخص المنطقة الحرة - بلاّرة - شرق جيجل، الى جانب مشاريع اخرى سياحية على الساحل الغربي للولاية. وقدّرت الاستثمارات الممكنة ب250 مليون دولار. وينتظر ان يعود الوفد السعودي لمعاينة المنطقة والنظر في ابرام عقود. محادثات تونس ورأى مراقبون في تونس ان المحادثات التي سيجريها الأمير عبدالله مع الرئيس بن علي ووزيره الأول الدكتور حامد القروي ستتطرق الى تنقية الاجواء العربية وتعزيز التضامن، وكذلك تطوير التقارب بين بلدان الاتحاد المغاربي يضم تونسوالجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا. وكان الأمير عبدالله زار المغرب والجزائر قبل انتقاله الى تونس. وتوقع المراقبون ان تعطي الزيارة دفعة قوية للتعاون الثنائي الذي شهد تطوراً ملموساً في الأعوام الأخيرة خصوصاً في مجالي الاستثمار والتبادل التجاري والتعاون الفني. وقدرت احصاءات رسمية حصلت عليها "الحياة" عدد الكوادر التونسية العاملة في السعودية بأربعة آلاف وثلاثمئة كادر في قطاع التعليم والصحة والكهرباء والفندقة وسواها. ورأى السفير التونسي السابق لدى السعودية السيد قاسم بوسنينة ان زيارة الأمير عبدالله تتوج الزيارات التي أداها كبار المسؤولين السعوديين الى تونس منذ مطلع العام، وفي مقدمهم الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الذي زار تونس في الربيع الماضي. وأشار الى ان العلاقات الثنائية شهدت انعطافاً مهماً منذ العام 1987 انطلاقاً من توافق الرؤى السياسية بين القيادتين اللتين وصف سياستهما بالاعتدال والاتزان من القضايا العربية والاسلامية، وأكد ل"الحياة" ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس زين العابدين بن علي سعيا دائماً الى تكريس الوفاق العربي والدفاع عن قضايا العرب في المحافل الدولية".