القاهرة، الخرطوم - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن تنظيمان سودانيان معارضان انهما نفذا عمليتين عسكريتين في جنوب البلاد وشرقها اسفرتا عن الاستيلاء على حامية حكومية في الجنوب وتدمير معسكر في الشرق، فيما دعت منظمة اميركية معنية بحقوق الانسان الى فرض حظر دولي على بيع الحكومة السودانية والمعارضة اسلحة لأنهما "تنتهكان حقوق الانسان". وأعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق أمس ان قواته استولت علي حامية في الجنوب وقتلت 40 جندياً في معركة ضارية. واضاف الناطق باسم حركة التمرد الجنوبية ياسر عرمان ان حامية الجبلين 62 كيلومتراً شرق مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان سقطت في يد حركته الاثنين. واضاف ان المتمردين استولوا على كميات من الاسلحة منها دبابتان من طراز "ت - 55" وعدد من قاذفات الصواريخ وبنادق "كلاشنيكوف"، مؤكداً "عدم وقوع خسائر في صفوف المتمردين". ولم يرد تأكيد مستقل لسقوط الجبلين كما لم يصدر تعليق فوري من الحكومة. وقال عرمان ان قوات الحركة استولت الاثنين على ثمانية مواقع في حامية ليريا الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شرق جوبا وان قتالاً عنيفاً يدور في المنطقة. واضاف ان الف جندي انضموا الى صفوف المتمردين منهم كتيبة تضم 600 فرد من قوات الدفاع الشعبي الموالية للحكومة. وتابع ان المتمردين شنوا الهجوم بعد تلقي تقارير أفادت ان الحكومة تعد لمهاجمة مواقعهم قرب جوبا. الى ذلك، اعلنت "قوات التحالف السودانية" المعارضة ان مجموعات تابعة لها قتلت 15 جندياً في عملية نفذتها قرب مدينة القلابات المحاذية للحدود مع اثيوبيا في شرق السودان. وجاء في بيان اصدره التنظيم المعارض في القاهرة أمس: "نفّذت مجموعة من قواتنا في جنوب غربي القلابات عملية عسكرية تمكنت خلالها من تدمير معسكر حسكنيت مما اسفر عن مقتل 15 جندياً". واشار الى ان "قوات التحالف" استطاعت الاستيلاء على "كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد الغذائية قبل ان تعود الى قواعدها سالمة". وكانت "قوات التحالف" اعلنت الجمعة الماضي مقتل 20 جندياً في عملية نفذتها احدى مجموعاتها ضد معسكر يبعد 25 كيلومتراً عن مدينة الرصيرص الاستراتيجية في ولاية النيل الازرق شرق. حظر السلاح من جهة أخرى دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الاميركية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان المجتمع الدولي أمس الى فرض حظر دولي على بيع الحكومة السودانية والمعارضة اسلحة "لوضع حد لانتهاكات حقوق الانسان". واتهمت اريتريا واثيوبيا واوغندا بتقديم مساعدة عسكرية الى المعارضة السودانية. وافاد بيان أصدرته المنظمة انها "تدعو المجتمع الدولي الى فرض حظر على تزويد الحكومة السودانية وقوات المعارضة المتحالفة في اطار التجمع الوطني الديموقراطي اسلحة". واضاف ان "الحظر يجب ان يبقى سارياً الى ان توقف الاطراف المتنازعة في السودان انتهاكات واسعة لحقوق الانسان ويسلم مرتكبوها الى القضاء". واوضح ان "عدداً كبيراً من المدنيين تعرض لأخطار بسبب طبيعة هذه الاسلحة والطريقة التي استخدمت فيها". واكدت المنظمة ان "زيادة استخدام الخرطوم طائرات هليكوبتر من طراز "ام اي-24" وطائرات "ميغ" و"انطونوف-26" "كان له اكبر الاثر على المدنيين اكثر من المقاتلين". وتابع ان الالغام التي استخدمها الطرفان تهدد المدنيين. واتهم اريتريا واثيوبيا واوغندا بتزويد المعارضة مساعدة عسكرية، مؤكداً ان ابرز الدول التي تزود الخرطوم أسلحة هي الصين وايران والعراق وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وجنوب افريقيا وفرنسا وماليزيا. في الخرطوم حذر نواب ينتمون الى الجنوب من انتقال مواجهات بين فصيلين جنوبيين وقعا اتفاق سلام مع الحكومة من ولاية الوحدة في الجنوب التي يتنازعان السيطرة عليها الى الخرطوم. واكدت الهيئة البرلمانية لنواب الجنوب ان ظاهرة خطف الاشخاص التي تبادلها الطرفان المتحاربان اخيراً "تنذر بخطر يهدد مسيرة السلام في الجنوب"، ودعت الطرفين الى الكف عن مثل هذه الممارسات. ويتقاتل مؤيدو رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار والقائد الجنوبي باولينو ماتيب منذ اشهر للسيطرة على ولاية الوحدة الغنية بالنفط. واوضح النواب ان "القتال يهدد استمرار العمل في انتاج النفط في منطقة بانتيو الذي يعول عليه السودان كثيرا في طفرته التنموية المرتقبة".