صناعة أجهزة التلفزيون تمر بثورة تقنية لم تشهد مثلها منذ ابتكار هذا الصندوق "السحري". الشركات اليابانية الكبرى التي تسيطر على سوق صناعات التلفزيون العالمية "فوجيتسو" و"سوني" و"كانون" و"هيتاشي" و"شارب" تتنافس في تطوير أجهزة تلفزيون جديدة عريضة الشاشة ومسطحة وخفيفة تحل محل "الصناديق" التقليدية الضخمة. تقود ثورة صناعات التلفزيون شركة "فوجيستو" التي طورت شاشات بلازما للتلفزيون قياس 72 بوصة. سماكة الأجهزة الجديدة لا تزيد عن لوحين زجاجيين متلاصقين، ويمكن تعليقها على الجدران أو حملها باليد ووضعها في أي مكان، وأسعارها مناسبة للجمهور العام. فتح تلفزيوني لم تشهد صناعة أجهزة التلفزيون تطورات تكنولوجية مماثلة لما مرّت بها أجهزة استهلاكية اخرى، مثل كاميرات الفيديو والمسجلات الموسيقية والهواتف النقالة. التطور التكنولوجي الجديد الذي تقوده "فوجيتسو" سيفتح في رأي الخبراء الأسواق الاستهلاكية الواسعة للتلفزيونات المسطحة. فشركة "فوجيتسو" تملك 87 في المئة من سوق أجهزة التلفزيون العالمية. وتنتج فوجيستو حالياً 5 آلاف وحدة يومياً من عارضات البلازما ويتوقع أن يقفز انتاجها الى 10 آلاف في الربيع المقبل، وستشرع آنذاك بطرحها في الأسواق الاستهلاكية. ويتوقع أن تخترق الأجهزة الجديدة الحاجز التجاري الذي يحول دون وصولها الى يد الجمهور العام. فالأجهزة ذات الشاشات المسطحة الحالية تكلف مليون ين، ويعادل هذا 7160 دولاراً. سعر الأجهزة الجديدة سيقل عن نصف هذا المبلغ. وسينخفض السعر كثيراً مع طرح شركات "ماتسوشيتا" و"بايونير" عارضات بلازما خاصة بها. وقد أعلنت شركتا "فيليبس" و"هيتاشي" تبنيهما لتكنولوجيا "فوجيتسو"، فيما أقامت شركتا "سوني" و"شارب" تحالفاً لتطوير شاشات تمزج بين تقنية البلازما والشاشات البلورية السائلة. شاشات محمولة يمكن أن تنتج التكنولوجيا الجديدة أجهزة تلفزيون بشاشات عريضة قياس 72 بوصة. وذكر متحدث في "فوجيتسو" أن ثخانة شاشة تلفزيون قياس 42 بوصة لن تزيد عن 6 بوصات. وتتيح الفسحة الضيقة بين صفائح الزجاج والتي لا تزيد عن جزء واحد من عشرة أجزاء من الملمتر انتاج شاشات أكثر نحافة من ذلك. وذكرت "فوجيستو" أن شاشات البلازما يمكن أن تكون في ثخانة صفيحتي زجاج متلاصقتين، أى نحو 6 ملم. وتتيح انتاج شاشات بمثل هذه النحافة التكنولوجيا التي تتيح زرع شرائح الكومبيوتر داخل الزجاج. هذه الشاشات المسطحة ذات البعدين يمكن وضعها بسهولة فوق طاولة أو منضدة أو تعليقها على ستارة أو فوق جدار أو مجرد لوح نحيف يحمل باليد ويوضع في أي مكان. وتطور "فوجيستو" شاشات تشتغل باللمس ويمكن تصفح القنوات المختلفة بلمس قائمة القنوات والانتقال بينها بطرف الأنامل. الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا شاشات البلازما موجودة منذ زمان، لكنها لم تلق الانتشار بسبب شكوى الجمهور من عتمة الشاشات. وقد أمكن الآن إزالة الظلال الخفيفة التي تعتم الشاشات. وتعمل شاشات البلازما عن طريق حصر غاز النيون في خلايا دقيقة بين الصفائح الزجاجية للشاشة. وتؤدي النبضات الألكترونية الى انفصال ذرات الغاز والألكترونات. وعندما تعود ذرات وألكترونات الغاز للاقتران تنبعث أشعة فوق بنفسجية. وتضرب هذه الأشعة مواد "الفلورسنت" المشعشعة الموجودة على الجانب الآخر للزجاج. ثم تقوم هذه المواد ببعث الضوء الملون بالأحمر والأزرق والأخضر. بذلك لا تحتاج التكنولوجيا الجديدة الى العمق الكبير لشاشات التلفزيون الحالية. فأجهزة التلفزيون التقليدية الضخمة تستخدم الأنبوب الكاثودي الشعاعي الذي يحتوي على بندقية ألكترونية تطلق حزمة موجية تمسح السطح الخلفي للشاشة المغطاة بمواد "الفلورسنت". ويستدعي هذا وضع البندقية على مسافة حتي يمكنها تغطية الشاشة الكبيرة الحجم. وهذا هو السبب في الحجم الكبير والثقيل لأجهزة التلفزيون الحالية