أصدر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك اوامره امس بسحب البعثة الديبلوماسية البريطانية في السودان موقتاً. وكانت الخرطوم طلبت من لندن ان تسحب سفيرها ونائبه من الخرطوم مبررة ذلك بأن الحكومة البريطانية ايّدت الضربة الاميركية لمصنع الادوية تقول واشنطن انه ينتج مكونات كيماوية تستخدم في غازات سامة. في غضون ذلك، حذر مسؤول سوداني امس من ان بلاده اعدت خطة لتأليب الرأي العام العربي والاسلامي ضد الولاياتالمتحدة ومحاربتها اقتصادياً. وقال محمد الحسن الامين مسؤول الدائرة السياسية في المؤتمر الوطني الحاكم، رداً على انباء عن ضربة اميركية اخرى محتملة على ما تصفه واشنطن بمواقع الارهاب في السودان "ان الخرطوم ستستخدم الوسائل التي تراها مناسبة للرد على الولاياتالمتحدة اذا كررت اعتداءاتها على السودان". وقال ان استمرار واشنطن "نهجها المعادي للاسلام والمتربص بالمسلمين سيُخرج الجماهير المسلمة من طورها. ولن تلام على ذلك لان اميركا هي التي بادرت بالاعتداء". واضاف ان القيادة السودانية اعدت "خطة لتأليب الرأي العالمي الاسلامي ضد الولاياتالمتحدة ومحاربتها اقتصادياً وسياسياً واعلامياً بسبب مواقفها المعادية للاسلام والمسلمين". وقال ان التحرك يشمل الدول والاحزاب والجماعات والجامعات. ودعا "جميع مسلمي العالم للتضامن في وجه الولاياتالمتحدة" وقال ان "الاستهداف الاميركي سيطال كل من يرفع شعارات اسلامية او يحكم بقوانين سماوية". وعن موقف المعارضة السودانية من الضربة الاميركية قال الامين "ان الذين أيّدوا العدوان او سكتوا عنه عملاء وخونة ولا حوار معهم ولا حقوق لهم". وفي لندن، قال الوزير كوك في تصريح امام مقره امس ان "السفارة البريطانية في الخرطوم لن تغلق ابوابها" وان موظفين محليين سيواصلون العمل فيها. و"سيزور ديبلوماسيون بريطانيون الخرطوم كلما اصبح ذلك ممكناً من الناحية العملية". واوضح "ان القرار الموقت سحب البعثة البريطانية ستكون له نتائج ضئيلة على مقدرة بريطانيا في مساعدة المتضررين من المجاعة في السودان حيث ان معظم المساعدات الانسانية تمر عبر الخرطوم عن طريق وكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية. وسينقل عدد من الديبلوماسيين البريطانيين العاملين في الخرطوم الى نيروبي حيث سيواصلون عملهم في دعم اعمال الاغاثة للشعب السوداني. واضاف ان لندن تدرك اهمية حماية المواطنين البريطانيين المقيمين في السودان، ونصح الرعايا البريطانيين بعدم السفر الى هذا البلد وطلب منهم بأن يغادروه ما لم تكن لديهم اسباب ملحة للبقاء هناك. وفي اديس ابابا عبّرت الهيئة المركزية لآلية منع النزاعات واداراتها وحلّها التابعة لمنظمة الوحدة الافريقية، امس عن "قلقها العميق" ازاء الضربة الاميركية على "مصنع الشفاء" في الخرطوم وأيّدت جهود المجموعة الافريقية في الاممالمتحدة لضمان عقد اجتماع لمجلس الامن وحضّه على ارسال بعثة لتقصي الحقائق الى الخرطوم للتأكد من نوع المواد التي ينتجها المصنع، وما اذا كانت تستخدم لأغراض غير سلمية. من جهة اخرى أ ف ب ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان المادة الكيماوية التي عثر عليها في "مصنع الشفاء" يمكن ان تستخدم في صناعة منتجات غير هجومية على عكس ما تؤكد واشنطن. واكد الناطق باسم منظمة حظر الاسلحة الكيماوية دوناتو باسيغلي للصحيفة ان هذه المادة ايثيل - ميثيلفوسفونوثيونات يمكن ان تستخدم "بكميات قليلة في اغراض تجارية مشروعة" وليس فقط لانتاج غاز الاعصاب "في. اكس". واوضح ان هذه المادة يمكن ان تستخدم ايضاً في "تصنيع مبيدات الفطريات ومضادات الميكروبات". لكنه اكد عدم معرفة المنظمة بوجود اي منتج تجاري يحتوي على هذه المادة. وعلق مسؤول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه "ان اكتشاف امكان استخدام هذه المادة في اغراض تجارية لا يعني ان تلك هي الحال في المصنع السوداني"