الكتاب: فهرس المخطوطات المصورة، الحديث وعلومه إعداد: عباس عبدالله كنه الناشر: معهد المخطوطات العربية - القاهرة هذا الفهرس يخص المخطوطات المصورة في الحديث وعلومه المحفوظة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة، وصدوره يلبي حاجة ملحة للباحثين في هذا المجال. أعد الفهرس الباحث عباس عبدالله كنه، رئيس قسم الفهرسة في معهد المخطوطات العربية، وقد انتقد في مقدمته لهذا العمل "وجود أناس في الساحة لا يهمهم شيء إلا طبع كتب التراث حيثما وجد، وكيفما اتفق من دون تحقيق حقيقي، ولا ضبط ولا تدقيق ويدّعون أنهم قاموا بالتصحيح والتحقيق". ونبه الى ما يفعله "بعض اهل العلم والتحقيق" من قولهم على أغلفة كتب التراث "قرأه فلان" ليتفادوا بذلك لفظة تحقيق، لما فيها من دعوى عريضة تصعب معها مطابقة اللفظ للمعنى. ويؤكد ان اهل العلم والمعرفة قديماً وحديثاً شكوا مر الشكوى من ما يصيب كتبهم وكتب المعرفة عموما في اثناء استنساخها وطباعتها من المسخ والتغيير والتصحيف، ومن هؤلاء الفيلسوف اليوناني افلاطون وشيخ الادب والبلاغة والفلسفة ابو عثمان الجاحظ واديب الفلاسفة ابو حيان التوحيدي والفيلسوف الالماني هيجل. ويرى المفهرس انه من اجل ذلك شدد اهل العلم في المراجعة والقراءة مرة بعد اخرى حتى يتأكدوا من خلو كتبهم من التصحيف والتحريف. وأما رجال الحديث النبوي الشريف، فهم اكثر اهل العلم اهتماماً بالصحة والضبط والتحقيق والتدقيق والتثبت في المتن والنقل والسند، بل إنهم اعتبروا "الإسناد من الدين"، لفرط احتياطهم وتثبتهم في نقل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. واهل الحديث هم اول من علّم الناس منهج البحث والتحقيق، وهدوهم سبل الضبط والتدقيق، ووضعوا لذلك قواعد شديدة الصرامة والدقة. ولذلك فان العمل في مثل هذا الفهرس يعتبر شاقاً ويتطلب مفهرساً ذا امكانات عالية، وهو ما توافر في عبدالله كنه الذي قسم هذا الكتاب الى قسمين: الاول، حوى مخطوطات الحديث الشريف التي صورت من انحاء المعمورة وفيه عدد كبير من مخطوطات مكتبة شستر بيتي في دبلن، وهي نسخ مميزة، بعضها بخطوط مؤلفيها. واما القسم الثاني، فهو مخصص لذكر علوم الحديث الشريف. ومخطوطات هذا الفهرس تمتاز بالنفاسة، لقدم كثير منها ولكون بعضها بخطوط مؤلفيها، وتواريخ نسخها تتراوح بين القرن الثالث والثالث عشر الهجري. وهذا الكتاب كما انه فهرس للاحاديث المحفوظة في خزانة معهد المخطوطات العربية، فهو كتاب في الحديث الشريف، اذ جمع خلال سطوره ما يقارب ألف حديث تام او اطراف حديث. وسيجد فيه القارئ ايضا أحداثاً تاريخية، وتراجم لمشاهير المؤرخين والمحدثين. اما المنهج الذي اتبعه المفهرس في فهرسته للمخطوطات فهو نهج الوصف التفصيلي، والذي يشتمل على الالتزام بإيراد اسم المؤلف كاملاً مع الاهتمام بذكر لقبه وكنيته وما اشتهر به ومذهبه الفقهي، ونسبته الى بلد او قبيلة او غير ذلك من معلومات تتعلق به، مع ذكر ما تحتويه المخطوطة من اجزاء، والحرص على ايراد جمل من اول المخطوط، تدل على موضوع الكتاب، وإيراد جمل من نهاية المخطوط، مع الحرص على بيان ما بالنسخة من نقص او تمام، ثم بيان نوع القلم الذي كتبت به المخطوطة، وقيمته واسم الناسخ وتاريخ النسخة ومكانة وقيمة النسخة، مع ذكر ما تمتاز به من تعليقات وشروح في حواشيها، وقراءات وسماعات وإجازات وتملكات.