بكين - أ ف ب - بدا امس الخميس ان كارثة الفيضانات تتجه نحو التفاقم في جميع انحاء الصين حيث وضعت مدينة هاربن الضخمة شمال شرقي البلاد ومنطقة اخرى على الحدود مع روسيا في حال استنفار قصوى في وقت تفقّد الرئيس الصيني جيانغ زيمين المناطق المنكوبة بفيضانات نهر يانغتسي. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان الرئيس توجه الى هوباي وسط لتفقد اجراءات مكافحة الفيضانات في المقاطعة الاكثر تضرراً خلال الاسابيع الاخيرة، وتهددها الفيضانات مرة اخرى. وصمدت السواتر الجانبية على نهر ييشانغ امام موجة مرتفعة من المياه على الرغم من ان منسوب المياه بلغ 62800 متر مكعب في الثانية وهو رقم قياسي منذ بدء الفيضانات التي تعتبر اخطر ما شهدته البلاد منذ 1954 عندما قتل 33 الف شخص. ولم يقنع هذا الكم الهائل من المياه السلطات الصينية بنسف السواتر التي تحمي المنطقة من طوفان جينغجيانغ، ويبدو انها لن تلجأ الى ذلك سوى كتدبير اخير لحماية المدن عبر تخفيف منسوب المياه في مجرى النهر. وبقي مستوى المياه في نهر يانغتسي أدنى بعشرين سنتيمتراً عن مستوى 45 مترا الذي يعتبر مبرراً لنسف السواتر. وتم اخلاء منطقة جينغيانغ التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، جزئياً تحسباً لاحتمال تعرضها للفيضان. ويتوقع ان تصل ذروة منسوب المياه عصر اليوم الجمعة الى ووهان المدينة الضخمة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة والتي تعتبر من المراكز الرئيسية للاقتصاد والاتصالات في وسط البلاد. وحذرت وكالة الصين الجديدة من ان موجة جديدة مرتفعة من المياه تتكون في المجرى الاعلى لنهر يانغتسي. وفي شمال شرقي البلاد، وضعت مدينة هربين تسعة ملايين نسمة في حال استنفار بعد ان تجاوز مستوى المياه في النهر خط الانذار بعشرين سنتيمتراً. وفي منغوليا الداخلية التي تتمتع بحكم ذاتي وهي منطقة جافة جداً في العادة، اصبح عدد المشردين 410 آلاف شخص منذ السبت الماضي وتحاصر المياه 113 ألفاً آخرين. وسجلت اصابات بالكوليرا والتيفوئيد للمرة الاولى منذ بدء الفيضانات حسب الصحافة الرسمية. واقفل فرع لخط القطار العابر لسيبيريا يمر في شمال الصين منذ مطلع الشهر الجاري. وعلى الجانب الآخر من الحدود، اعلنت حال الطوارئ ايضاً في منطقة تشيتا الروسية حيث دمرت المياه حوالى اربعة آلاف مسكن. واشارت آخر حصيلة رسمية نشرت الخميس الماضي الى ان عدد ضحايا الفيضانات بلغ الفي قتيل في كافة انحاء الصين. وتلقت المحاكم الاوامر بممارسة اقصى الشدة ضد اعمال التخريب والسرقة والنهب التي ترتكب في ظل الفوضى مما يعبر عن اهتمام السلطات بعد تزايد الاستياء لدى السكان المنكوبين. ووجه الحزب الشيوعي تحذيراً الى "الجبناء" و"الفاسدين" من كوادره الذين "لم يكونوا على مستوى ما تقتضيه الظروف". واعلن انه بدأ معاقبة الذين يرفضون تنفيذ أوامر مكافحة الفيضانات