طغت زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر لدولة الامارات التي بدأها امس على القضايا التي يناقشها خلال الزيارة مع مضيفه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات. واعتبرت اوساط ديبلوماسية الزيارة في حد ذاتها، وهي الأولى لأمير قطر منذ تسلمه الحكم قبل ثلاث سنوات حدثاً مهماً بغض النظر عن الموضوعات التي ستركز عليها المحادثات. وحظي امير قطر لدى وصوله الى ابو ظبي امس باستقبال كبير اذ تقدم مستقبليه في المطار الشيخ زايد وولي عهده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وكبار رجال دولة الامارات من مدنيين وعسكريين. وجرت للشيخ حمد مراسم استقبال رسمي كبير وسط ترحيب رسمي وإعلامي يصاحب عادة الزيارات غير التقليدية لرؤساء الدول. وتؤكد مصادر ديبلوماسية ان الاهتمام الاماراتي بزيارة امير قطر يعكس بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد عودتها الى طبيعتها اثر فترة "سوء فهم" في شأن عدد من القضايا منها العلاقات العربية - العربية والخلاف القطري - المصري على مؤتمر القمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي استضافته الدوحة العام الماضي. ولفت مراقبون الى ان ابو ظبي رحبت بالشيخ حمد على طريقتها اذ تركت له بعد وصوله اليها ظهر امس فترة من الراحة في قصر المشرف ثم صحبه الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد ابو ظبي في جولة زار خلالها معالم المدينة ومرافقها السياحية والجمالية ليجد نفسه بعد ذلك ضيف عشاء كبير اقامه الشيخ زايد تكريماً له وحضره كبار المسؤولين في الامارات وسفراء الدول العربية والاجنبية. وتؤكد المصادر نفسها ان محادثات الشيخ زايد وأمير قطر "تجاوزت الطابع الاخوي للزيارة الى البحث في عمق القضايا الخليجية والعربية والدولية خصوصاً الوضع في العراق والشرق الأوسط". وقال السيد عبدالله بن محمد العثمان سفير دولة قطر في الامارات ان زيارة الشيخ حمد لأبو ظبي تكتسب اهمية كبيرة اذ تأتي وسط متغيرات دولية واقليمية تتطلب تنسيقاً مستمراً وتشاوراً متبادلاً. وأكد العثمان ان "المحادثات تناولت سبل تدعيم العلاقات الثنائية التي تقف على اعتاب مرحلة جديدة من التقدم والتطور اضافة الى الوضع في منطقة الخليج والتطورات العربية والدولية الراهنة". ولفت الى ان "العلاقات بين البلدين تتجه نحو آفاق جديدة، اذ تتطلب مسيرة التنمية للبلدين تضافراً وتعاوناً وتنسيقا". وأكد ان "اللقاء ستكون له نتائج ايجابية مميزة ليس على المستوى الثنائي فحسب بل على المستويين الاقليمي والدولي". وتتفق الاماراتوقطر بشأن التعامل مع العراق لجهة رفع الحصار والمعاناة عن الشعب العراقي وعودته الى المجتمع الدولي والأسرة العربية، فيما بدأت قطر في اتخاذ موقف متشدد من التطبيع مع اسرائيل في ظل المواقف المتعنتة لرئيس حكومتها بنيامين نتانياهو، في وقت وقفت الامارات بقوة ضد التطبيع أو أية اجراءات تقود اليه. وتقول المصادر نفسها ان الشيخ زايد وأمير قطر سيخرجان من هذه الزيارة التي تنتهي اليوم بوجهة واحدة تجاه القضايا المطروحة. وفي الدوحة اعلن انه يرافق امير قطر وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الدولة الشيخ محمد بن خالد آل ثاني ورئيس الديوان الاميري السيد عبدالله بن خليفة العطية، ووزير الطاقة والصناعة السيد عبدالله بن حمد العطية، ورئيس التشريفات الاميرية الشيخ محمد بن فهد آل ثاني، ورئيس مجلس ادارة مؤسسة حمد الطبية الدكتور حجر احمد حجر ورئيس الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، ووكيل وزارة الكهرباء والماء السيد حسن بن عبدالله الغانم، ووكيل وزارة الخارجية السيد عبدالرحمن بن حمد العطية وعدد من كبار المسؤولين.