حض رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس، الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على المساعدة في قطع الطريق على مسلحين فارين إلى أفغانستان من هجوم عسكري كبير، يشهد لليوم الثالث قصفاً جوياً ومدفعياً وعمليات برية. وفيما أشار سكان الى مغادرة متمردين من حركة «طالبان باكستان» إلى شرق أفغانستان، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تنسيم إسلام إن «شريف طالب كارزاي بإصدار أوامر لإغلاق الحدود الأفغانية لمنع خروج متمردين من باكستان خلال الهجوم العسكري». وأضافت: «نقلت الرسالة سابقاً عبر مصادر عسكرية، وتلقت السلطات الأفغانية طلباً أيضاً للتحرك ضد مخابئ متمردين في أفغانستان تستخدم لشن هجمات داخل باكستان». وأصدر مكتب كارزاي لاحقاً بياناً دعا فيه باكستان إلى اتخاذ كل الخطوات للحدّ من سقوط ضحايا مدنيين، مضيفاً أن شريف سيرسل قريباً «مبعوثاً خاصاً» لبحث المسالة. وأكد المكتب «استعداد أفغانستان لأي تعاون من أجل القضاء على مخابئ الارهابيين على الجانب الأخر من خط دوراند (الحدود)، ووقف الهجمات داخل أراضي البلاد». وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 25 متمرداً في غارات على ثلاثة معاقل لمسلحي حركة «طالبان باكستان» بينهم مصنع قنابل في إقليم شمال وزيرستان، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للمسلحين القتلى إلى اكثر من 200 قتيل. وأشار إلى سقوط 8 جنود كاشفاً مواجهة قواته مقاومة ضئيلة. وتحدث سكان هربوا من المنطقة عن سقوط ضحايا مدنيين في العملية التي أطلقها الجيش الأحد الماضي، بعد أسبوع على هجوم استهدف مطار كراتشي وأدى إلى مقتل عشرات وأنهى عملية السلام بين إسلام آباد و «طالبان باكستان». ونزح آلاف الأشخاص عبر الحدود إلى منطقة قرباز بولاية خوست الأفغانية، وآخرون إلى بلدة بانو في ولاية خيبر باختونكوا، والتي تبعد 10 كيلومترات من شمال وزيرستان. وقال لافر خان (50 سنة) الذي استأجر منزلاً في خوست لإيواء 25 من أفراد عائلته: «كان يجب أن تعطينا السلطات وقتاً كافياً لإخلاء مناطقنا»، مشيراً إلى أن عشرات من أفراد عائلته محتجزون، وينتظرون توقف القتال للهرب. وكان شريف أعلن أول من امس، أن الهجوم هدفه «جعل باكستان أرض سلام. هذه العملية ستشكل بداية عصر سلام وهدوء، ولن نسمح بعد اليوم بأن تكون باكستان معقلاً للإرهاب». وشدد على أن الحكومة اتخذت قرارها بعد فشل محاولاتها إجراء مفاوضات سلام مع طالبان «الذين واصلوا استهدافنا بقنابلهم». على صعيد آخر، قتل ثمانية على الأقل بينهم شرطي وجرح عشرات في اشتباك اندلع بين أنصار رجل الدين المناهض ل «طالبان باكستان» طاهر القادري المقيم في كندا وقوات الأمن إثر محاولة الأخيرين إزالة متاريس من أمام منزل القادري وضعت لحمايته من هجمات لمسلحين. وقال وزير العدل الإقليمي رانا صنع الله: «أطلق أنصار القادري أعيرة نارية على الشرطة من فوق أسطح منازل لدى وصول الشرطة لإزالة متاريس». وكان القادري الذي يرأس مؤسسة خيرية إسلامية وحزب عوامي، تصدر عناوين الصحف العام الماضي حين عاد إلى باكستان قادماً من كندا وقاد تظاهرات حاشدة ضد الحكومة. وعلى رغم أن تعهداته بمسيرة مليونية لم تتحقق، لكن مطلب القادري باضطلاع الجيش بدور في تشكيل حكومة موقتة، أثار التكهنات بأنه يتصرف نيابة عن الجيش. وقرر القادري العودة إلى باكستان هذا الشهر لقيادة تحالف معارض ضد حكومة رئيس الوزراء نواز شريف المنتخبة ديموقراطياً. وقال لقناة تلفزيونية باكستانية أمس: «قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة يجب أن يتولى الجيش زمام الأمور».