انتقد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل الغيابَ المطلق للدولة، «وكأنها استقالت بالكامل من مسؤولياتها، وكأن الدولة تقول لنا اتكلوا على الله». ولفت الجميل في احتفال حزبي في بلدة حمانا الجبلية أمس، الى ان «الله لا يساعد الكسالى والذين يتخلون عن مسؤولياتهم، الله يساعد الذي يساعد حاله ووطنه، لذلك نؤكد اليوم أننا باقون في الساحة بتحدّينا، في سبيل لبنان والمؤسسات اللبنانية والدولة اللبنانية، اذ لا خلاص للبنان إلا بقيامة تلك المؤسسات». وقال: «هذا هو التحدي الكبير لنا اليوم، أياً كانت الظروف والصعاب وتخلّي بعضهم عن مسؤولياتهم، نحن باقون نتحمل مسؤولياتنا كي نعيد الدولة والمؤسسات لتكون الدولة في خدمة المواطن ولبنان، لبنان السيد المستقل». وأضاف قائلاً: «وعدونا بمرحلة جديدة، عهد جديد، سيعيد الأمن والاستقرار والبحبوحة والإنماء. بربكم فسروا لنا ماذا يحصل؟ مجموعة سياح في لبنان وفي وضح النهار يختفون، لا أحد يسأل أين هم ولا نعرف شيئاً عنهم. هذا يحصل في كل مكان، ونسمع لاحقاً انهم كانوا بين لبنان وسورية لمدة اربعين يوماً، وبعد ذلك يطلَق سراحهم على ارض لبنان، ولا نعرف كيف اختفوا ولا كيف بسحر ساحر وُجدوا على الأرض اللبنانية، وكيف أن سفارات أجنبية تتبنى هذا الموضوع، وكيف أن الدولة تكتفي بتصويرهم على شرفة إحدى السفارات وتدّعي بأنها أدّت قسطها للعلى وتتبجح بأننا استعدنا الأجانب أحراراً؟». وتابع الجميل: «انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، تنفجر قنبلة في احدى الشقق ويحصل خراب ودمار، لا القضاء له علاقة ولا احد له علاقة، لا نعرف من مات وماذا حصل، عبوة ناسفة وغير عبوة ناسفة، لا يحق للشعب أن يعرف شيئاً، والدولة غائبة. وننتقل من الضاحية الى أنطلياس بسيارة ولكنهم يحملون قنبلة بالكيس، وهي مجهزة بوسائل كي تحقق أكبر الأضرار الممكنة. نتجول ذهاباً وإياباً وتنفجر القنبلة بحي مكتظ بالسكان، ولا يحق للشعب أن يعرف ماذا حصل. قيل إن هذا قضاء وقدر، أو تصفية حسابات، ولا القضاء ولا الشعب معه خبر بشيء... وهلم جراً، تحصل حادثة يستشهد فيها الضابط الطيار سامر حنا، لا نعرف ماذا حصل. هل عرف أحدكم ماذا حصل وكيف دخل وكيف خرج؟ لا أحد يعرف شيئاً، وكأن الدولة مستقيلة تماماً من مسؤولياتها، لا بل أكثر وأخطر من ذلك، عندما يدّعون المعرفة، كما حصل بقضية أنطلياس، مرجع رسمي يقول لنا إنها تصفية حسابات تجارية بعضهم مع بعض، أتوا من الضاحية الى انطلياس لتصفية حساباتهم بالقنابل في ساحة انطلياس، ومرجع رسمي آخر يقول هذه عملية ارهابية، من نصدق؟». وسأل الجميل: «أين نحن ذاهبون؟ ما هي هذه الدولة التي نتعاطى معها ويطلبون منا أن نكون إيجابيين معها، قضية تشكيل الحكومة والبيان الوزاري بالذات، فسِّروا لنا هذا التناقض، رئيس الحكومة يقول لنا ان هذه الحكومة تحترم المؤسسات الدولية والقرارات والشرعية الدولية، ونحن متمسكون بسير العدالة، وغداً سترون كيف سننفذ القانون ونطبق القرارات الدولية، وفي النهار نفسه وفي قلب الحكومة يقولون لنا لن تستطيعوا إلقاء القبض على المطلوبين من العدالة الدولية، قولوا لنا من نصدق؟ قولوا لنا مع من نتعاطى، هل نتعاطى مع المواقف الرسمية الشرعية أو مع قوى الأمر الواقع وشرعية الدويلة التي تتحكم بالدولة كلها؟». وزاد: «سنكون بالمرصاد لأي شيء يمس سيادة الوطن وفاعلية مؤسساتنا الوطنية، لا خيار للبنان إلا بالتمسك بلبنان السيد المستقل ولا إنقاذ للبنان إلا بإعادة تفعيل المؤسسات بكل مسؤولية وليس بالطريقة التي نشاهدها اليوم، والتي هي تخل عن المسؤولية، لا بل الطعن كل يوم بالمسؤولية وعلى كل المستويات، والكتائب كانت ولا تزال تحافظ على لبنان وعلى مؤسساته كي يبقى هذا الوطن المثال ويبقى المواطن اللبناني يحافظ على كرامته ويبقى لبنان وطن الإنسان». ورأى ان «لبنان لا يتوحد على التكاذب والغش، ولا يتوحد على الريبة والشك بعضنا في بعض، التكاذب لا يبني وطناً ولا يوحد شعباً، ولا مستقبل للوطن إلا بالمصالحة، من هنا ننظر الى المحكمة الدولية ليس فقط موضوعَ امن واستقرار، انما الحقيقة هي من اجل بقاء وطن، من اجل لبنان ووحدته ووحدة شعبه ومستقبله، لذلك نريد الحقيقة، وليس مجرد إحقاق الحق، مع أهميته، ولكن مطلبنا الحقيقة، ومثال على ذلك في أفريقيا الجنوبية، لم يتصالح الشعب إلا على أساس الحقيقة بعد انكشاف كل الحقائق، والحقيقة هي شرط اساسي من أجل توحيد الشعب والوطن». وأكد ان «لدينا كل الثقة بالقضاء اللبناني، ولدينا أحسن القضاة وأنزههم، إنما ما ذنب هذا القاضي إذا كانت الدولة كلها مستقيلة من واجبها؟».