شهدت السنوات الأخيرة انطلاقة قنوات تلفزيونية عدة، على شبكة الإنترنت، للمهاجرين المسلمين في الغرب. وآخر مواليد هذه الموجة قناة بث، يملكها مهاجر مغربي مقيم في فرنسا، يرتقب أن تنطلق على الشبكة الدولية مع بداية شهر رمضان المقبل، وهي القناة الدينية المتخصصة الأولى على الإنترنت من فرنسا، تهتم بالقضايا الدينية والاجتماعية للمهاجرين المسلمين. وينوي القيمون عليها الانتقال في وقت لاحق إلى البث عبر الأقمار الاصطناعية. ويفيد اسم القناة «مسلميديا» Muslimedia.tv بأنها لا تتوجه إلى المهاجرين المغاربة حصرياً، علماً أن عددهم يقدّر بأكثر من مليون مهاجر، بل تستهدف عموم المسلمين الناطقين بالفرنسية والمقيمين أيضاً في بلدان مجاورة، مثل بلجيكا ولوكسمبورغ وغيرهما. ويوضح الموقع الإلكتروني موجبات إنشاء «مسلميديا» ب «الافتقار إلى مصادر موثوقة لتسهيل ممارسة المسلمين المقيمين في فرنسا شعائرهم الدينية، فالتلفزيونات الحالية تستدعي أشخاصاً لا يمثلون المسلمين للحديث عن الإسلام». ويعول صاحب المشروع خالد إبربايان، وهو مدير شركة للاستشارات في مجال المعلوماتية، على اللغة الفرنسية الأوسع انتشاراً بين مهاجري أوروبا، لتقريب ممارسات الدين وقضاياه ومشاغله اليومية من شريحة واسعة منهم قد لا يجيدون اللغة العربية أو يجهلونها تماماً. وينوي فريق عمل قناة Muslimedia.tv الاستناد إلى «كنز من الموارد البشرية المسلمة في فرنسا، من أئمة ووعاظ وباحثين وطلاب علوم دينية ملمين باللغة الفرنسية». كما تعتزم القناة تقديم دبلجة صوتية للدروس والمحاضرات الملقاة باللغة العربية. وبفضل الكلفة القليلة للبث السمعي-البصري على شبكة الإنترنت، وسهولة استخدامها وبساطة إجراءاتها في العالم الافتراضي، ظهرت في فرنسا، حيث يعيش خمسة إلى ستة ملايين مسلم، قنوات تلفزيونية عدة، يشكل الدين جزءاً من برامجها.
