أكد وزراء خارجية اللجنة الرباعية العربية في الجامعة العربية رفضهم «التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية»، واصفين هذه التدخلات بأنها «أصبحت تثير الغضب». وشدد الوزاري العربي في ختام اجتماعاته في القاهرة أول من أمس (الأربعاء) برئاسة الإمارات، على إدانة «الاعتداءات السافرة ضد المملكة العربية السعودية عبر صواريخ بالستية تزودها إيران ميليشيات الحوثي». فيما اختتمت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة ال 149 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، التي عقدت برئاسة وزير الدولة للشؤون الأفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان، خلفاً لوزير الشؤون الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، وبمشاركة وزراء الخارجية العرب ومن يمثلهم، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إضافة إلى رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي. وقال قطان خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام للجامعة العربية في ختام الدورة - بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إن المملكة العربية السعودية مؤيدة لاستمرار الجامعة القيام بدورها»، لافتاً إلى أن الأمين العام يسعى منذ وصوله لإصلاح هذه المنظومة، وهو يحظى بدعم المملكة. وأضاف: «لنا وجهة نظر محددة، وسنتقدم برؤية شاملة خلال القمة العربية المقبلة، لكن الجامعة يجب أن تكون أكثر قدرة من الوضع الحالي»، مؤكداً أن «القمة العربية المقبلة في الرياض ستكون مهمة وتاريخية، لما تتمتع به المملكة من مكانة، وما تتمتع به القيادة السعودية من احترام في أنحاء العالم كافة، وتم اعتماد القرارات التي ستبحث في قمة الرياض». وأوضح قطان أن «الأمانة العامة للجامعة العربية تقدمت بطلب للدول الأعضاء لتزيد حصصها، وسيحدث في القريب العاجل، ولكن بعض الدول لها وجهة نظر في هذا الشأن»، مشدداً على أن «التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية أصبحت شيئاً يثير الغضب، وبعض الدول العربية لا تدين إيران بشكل كافٍ، ولا ترى أن ما تقوم به يسبب ضرراً للأمن القومي العربي وأمن دول الخليج». وقال وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية: «سمعنا عتاباً على قرار التدخل العسكري في اليمن، وشرحنا مطولاً أنه جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية، مؤكدين أنه لا بد أن تعود الحكومة الشرعية لموقعها، وإن صواريخ الحوثيين تستهدف المملكة والحرمين الشريفين ومدن المملكة وهذا خط أحمر، وستستمر المملكة في دفاعها عن أراضيها حتى لو استمر الأمر سنوات، ومهما كلّف من جهد ومال، حتى يشعر مواطنو المملكة بالأمان». وأشار إلى أنه «سبق مجلس الجامعة اجتماع للجنة الرباعية المعنية بالتدخلات الإيرانية، التي تضم مصر والسعودية والإماراتوالبحرين، وأصدرت بياناً عن التدخلات الإيرانية، وكانت هناك إشارة للبرنامج النووي الإيراني في البيان، ونحن في السعودية ودول الخليج والدول العربية كافة التي لها الموقف نفسه لن نصمت أمام ما يحدث»، مشيراً إلى أن «الإيرانيين يخوضون حرباً بالوكالة، ونجحوا في تفتيت بعض الدول العربية ولم ولن ينجحوا في دول الخليج، وليس لدينا مانع أن نتحاور مع إيران كدولة وليس مع ميليشيا، ولكن يجب أن تتوقف أولاً عن التدخل في شؤوننا الداخلية». من جهة ثانية، أعلن وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان، أن القمة العربية المقبلة في دورتها ال29 ستعقد في مدينة الرياض في نيسان (أبريل) المقبل، مشيراً إلى أن هناك مشاورات تجرى حالياً بين الدول العربية لتحديد تاريخ انعقادها. وأوضح أمس أن «القمة العربية المقبلة كان من المفترض أن تعقد أواخر آذار (مارس) الجاري كما جرت العادة، إلا أن موعد الانتخابات الرئاسية في مصر استدعى اقتراح موعد آخر، ولكن هذا الموعد لم يتناسب مع الأردن الرئيس الحالي للقمة، لذلك فإن هناك مشاورات لتحديد موعد لعقدها في أبريل المقبل». أبوالغيط: نقف بجانب المملكة قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن «مؤسسة الجامعة العربية هي العمود الفقري الخاص بالنظام الأمني العربي، ودورها في الدفاع عن الأمن القومي العربي يستثير بعض دول الجوار، وإن كل من يتحدث بأن هذه المؤسسة (الجامعة العربية) لا فائدة لها، لا يرغبون في الخير للعرب، وإننا يجب أن نتحدث في تغيير أدائها ونركز في تصرفاتها، ولكن لا نلقي بها في البحر، لو أننا فعلنا ذلك سنذهب بالأمة للضيّاع». ولفت إلى أنه «منذ شهرين قصف مطار الرياض بصاروخ أطلقه الحوثيون واجتمع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وأصدر قراراً بإدانة هذا الفعل والوقوف إلى جانب المملكة، وفي اليوم التالي وصف رئيس إيران الجامعة بأنها مؤسسة متعفنة، وهذا التصريح المدهش يظهر أن الجامعة كيان يحافظ على مصالح العرب». كما لفت إلى الكتيب الذي وزعه وفد مملكة البحرين عن الممارسات الإيرانية ضد المملكة، وقال: «إن الممارسات الواردة به توضح دوافع القرار بشأن إيران».