تدور عدسة المخرج السوري أسامة الحمد في لبنان، لتصوير مشاهد مسلسل «رقصة الروح»، من إنتاج شركة «الصدى»، ومن كتابة وسيناريو وحوار مروان قاووق ورنيم عودة، ومن المتوقع عرضه قريباً على شاشة تلفزيون «الجديد». والعمل الدرامي من بطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين على رأسهم جووي خوري ويوسف حدّاد ووسام حنّا ونتاشا شوفاني وعلي منيمنة وجوي الهاني وليلى جريج وربيع الحاج وخالد السيّد وروز الخولي، إضافة إلى ميريام عطالله ومعن كوسا من سورية. يؤكد الحمد في حديث إلى «الحياة» أن المسلسل دراما اجتماعية لبنانية، على رغم أن الأقلام التي كتبته سوريّة، لافتاً إلى إجراء تعديلات كثيرة من أجل «لبننة» النص، إلى جانب التشابه الكبير في بنية المجتمعين في شكل خاص، والمجتمعات العربية كلها في شكل عام. ويضيف أن القصة بحد ذاتها تحمل هموماً قد يمر بها أي إنسان في أي مكان. وتكشف الكاتبة عودة في اتصال ل «الحياة» أكثر عن ملامح العمل العامة، قائلة إن «فيه تفاصيل حياتية يعيشها الشباب في شكل يومي، بتفاصيل التناقضات التي تغلفنا، والاختلافات التي تفرقنا، والأزمات التي لا تنتهي، والمستقبل المرهون بالخوف والظلم والوحدة». وتدخل أكثر في التفاصيل: «المسلسل فيه رسالة انسانية باعتماد الاب على ابنته الكبرى، وثقته بذكائها ونجاحها بتدبير الامور، وبالمحافظة على المال الذي أودعه باسمها كي تحمي أخواتها الأصغر سناً من اطماع عشاقهن المزيفين ومن مشاكل الحياة التي لا تنتهي». وتشير الى جانب آخر من خطوط العمل: «يسلط الضوء على بعض الجوانب في آفة الرق الابيض (الدعارة) وانعكاسها على الطفل عندما يكبر، وهناك قصص متداخلة ضمن المسلسل، يسودها الظلم والتسلط على الاخرين، لننتهي بعبرة مفادها ألا نسمح لأنفسنا بأن يصل الحال بنا لقبول دور يتعارض مع قيمنا وصدقنا ووفائنا او يرسم تفاصيله وفقاً لمصالحه، ونؤمن بأن كل شيء مقدر ومكتوب ولا يحصل من دون هدف او حكمة». وتتحدث خوري إلى «الحياة» عن تفاصيل شخصية «سيما» التي تجسدّها في العمل، كمحور تلتقي معظم الخطوط عندها. تقول: «هي الابنة الكبرى لرجل أعمال ثري، يقرر أن يجعلها المشرفة على وصيته التي تنص على وضع كل التركة بتصرفها، من دون أن يؤول أي شيء لشقيقاتها الثلاث، إلّا بشرط زواجها وإنجابها، قبل موافقتها على المنح». وتضيف: «هو أراد أن يجعلها صمّام أمان لأخواتها، إذ يعرف أن كل منهن محط أطماع أحد المستغلين. يختارها تحديداً لأنها خاضت في وقت سابق تجربة أليمة كسرت قلبها، مماثلة لما يخافه على مستقبل بناته». وتوضح البنية النفسية لشخصية «سيما»: «هذا الوضع يثير حنق شقيقاتها، ويجعلها في موقع الخصومة مع معظم من حولها، أحب فيها قوتها على مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك عليها من لحمها ودمها وتصل إلى حد القتل، على رغم ما يسببه ذلك من ألم. حتى أن الماضي العاطفي الذي جرحها في شكل بالغ يعود إلى ملاحقتها». وتوضح أن «سيما شخصية لا تظهر الكثير من مشاعرها إلا عند الاختلاء بنفسها، لا تسمح للآخرين بمعرفة ما تفكر به، إذ لا تشعر بالأمان. هي تمر بمراحل من القوة ولحظات من الضعف، لكنها لا تستسلم». وتجسّد ناتاشا شوفاني شخصية «يارا» شقيقة «سيما» التي تقف في وجهها الى جانب «آية» الأخت الثالثة. تقول ل «الحياة» إن «الشخصية مغرمة إلى درجة تجعل منها غبية، مثلما يحصل مع فتيات كثيرات. لأسباب معينة تتعلق بشخص ما، من دون أن تستطيع التمييز بين من يستغلها ومن يحبها. هذا الأمر يخلق مشكلات كثيرة في المنزل، بخاصة بعد مسألة الورثة، ويدفعها إلى سلوك لا يشبهها وإلى اتخاذ مواقف بعيدة من طبيعتها وشخصيتها، ضد عائلتها لمصاحة من يخدعها». وتضيف أن «يارا تمر بالعديد من المواقف صعوداً وهبوطاً، لأن العلاقة تحطمها، ربما نستطيع أن نقول هي مغرمة بطريقة غير صحية، فالحب برأيي لا يكون هكذا، هو يبني ولا يحطم». وتلفت إلى صعوبة الدور إذ إن «الشخصية في صراع دائم، تفكر دائماً على أكثر من مستوى، في كل مشهد هناك نية داخلها، لعل أشد ما أثر فيها، هو موضوع الورثة، لماذا والدها لم يثق بها؟». ولا تقف بجانب «سيما» إلا الشقيقة الصغرى «لارا» التي تؤدي دورها جوي الهاني. تؤكد الممثلة الشابة ل «الحياة» أن كل واحدة من الشقيقات تعيش قصة حب مختلفة، في تشكيل لمعظم ما ممكن ان تمر به فتاة، موضحة أن غرامها من النوع الخجول والصامت بسبب غموض الطرف الآخر. وتشير إلى أن «الصدق في الحياة العاطفية ينعكس على الأرجح في جوانب الحياة الأخرى، إذ يتلازم مع قيم سليمة، لذا يتطابق موقفها في صفاء حبها مع موقفها الصائب الى جانب أختها الكبرى، على عكس الأخريات. ويعود وسام حنّا إلى «ملعبه المفضل في تقديم أدوار الشر» وفق قوله ل «الحياة»، كاشفاً بعض ملامح شخصية «طارق» التي يؤديها: «الشخصية محورية، ألعب دور الشرير الذي استمتع به. هو ابن عائلة مادية، أب وأم ماديان إلى درجة لا يمكن وصفها، فيصبح هو أيضاً، كل همه المادة وجمع الأموال بأي طريقة ممكنة، بغض النظر عن وضاعة الأسلوب. لا يحمل أي قيم بل يصل به الحد إلى سرقة والدته. هو يشبه شريحة كبيرة من الشباب التي لا تعيش إلا بالنصب والاحتيال، وجلّ همها المظاهر».