شدد مدير جامعة الملك فيصل الدكتور محمد العوهلى على أهمية دور الإدارة والمعلمين في تشكيل ثقافة المدرسة والتي تمثل مجموعة القيم والممارسات الدورية لمنسوبيها وما ينتج منها من بيئة داعمة محفزة أو نقيضها، مؤكداً أن الأجيال القادمة ليست بحاجة إلى ما نقوله فحسب بل إلى ما نمثله من قيم ومبادئ دينية ووطنية واجتماعية أصيلة تنعكس بلا ريب على سلوكها. وقال العوهلى خلال رعايته اللقاء التربوي التعليمي «قصة نجاحي.. ممارسات تربوية ناجحة» الذي نظمته الجامعة ممثلة في كلية التربية بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم في الأحساء، أول من أمس (الأحد) بالقاعة الكبرى للاحتفالات بالمدينة الجامعية، إن جامعة الملك فيصل تؤمن بالدور المهم للمعلم في بناء الوطن الغالي، وما تسهم به الجامعة ما هو إلا تجسيد لما تبذله حكومتنا من اهتمام كبير ودعم سخي لقطاع التعليم. ووصف العوهلى المعلمين بأنهم مشاعل نور وهدى سلكوا دروب أشرف مهنة وحملوا على عاتقهم أعظم أمانة وبذلوا عمرهم في تحقيق أغلى رسالة، معبرا عن سعادته بهذا الاحتفاء بقصص النجاح التي سطروها في ميادين التربية والتعليم، فصنعوا نماذج ناصعة البياض إخلاصاً وعطاءً وانتماءً وبذلاً بلا حدود، فحق للوطن أن يفخر بهم فهم صناع مستقبله وبين أيديهم أمانة شبابه الذين هم عدته وأثمن مقدراته. وخاطب مدير الجامعة الطلبة قائلاً: «هذا العصر الذي نعيشه وما يشهده من تطور متسارع في جميع المجالات يتطلب منكم التسلح باكتساب أبرز المهارات التعليمية وأفضل الممارسات التربوية التي تلبي متطلبات المرحلتين الحالية والمستقبلية»، داعياً إياهم إلى اكتساب مهارات التواصل مع الآخرين واستخدام التقنية. بدوره، أكد رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة الملك فيصل الدكتور فؤاد المظفر، أن لقاء «قصة نجاحي» يأتي كمبادرة من قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية في إطار تعزيز الشراكة والتعاون الفاعل بين القسم والجهات ذات الصلة بخدمات واختصاصات القسم في إدارة التعليم بالأحساء، مضيفاً أن اللقاء يأتي ليقدم عرضا حياً ومباشراً لبعض الممارسات التدريسية الفاعلة لمجموعة من المعلمين المميزين الذين استحقوا عليها جوائز محلية ودولية. واستعرض المعلم بمدرسة لبيد بن ربيعة المتوسطة عبدالعزيز المديني تجربته في النهوض بأدائه التدريسي من التقليدي إلى التميز، إذ عنون حكايته بالطريق إلى التميز بداية من داخل الفصل الدراسي مروراً باستراتيجيات التدريس التي تلائم أنماط التعلم المختلفة، وكذلك استراتيجية التعلم التعاوني من خلال تبنيه آلية «فكر – اقترن» التي تساعد الطالب في التفكير بمفرده ثم الاقتران مع زميله لتحقيق الهدف التعليمي. وقدم المعلم بمدرسة مكةالمكرمة الابتدائية محمد الحمدان عرضاً عن ممارسته التربوية «الذكاءات المتعددة» التي تتلخص في كيفية استطاعة المعلم التغلب على صعوبات الشرود الذهني بتوظيف نظرية الذكاءات المتعددة في بداية كل عام دراسي، في حين استعرض المعلم بمدرسة التويثير الابتدائية وليد الهاشم ممارسته التربوية «معرض التجول» التي تهتم استراتيجيته بمهارات التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتقويم (النقد) وتشيع بين الطلاب مهارات مهمة كالتعاون واحترام الرأي الآخر والتخاطب والإلقاء. من ناحيته، قدم أحمد الحسيني جودة سليمان المعلم بمدارس الأحساء النموذجية الأهلية عرضاً عن ممارسته التربوية، وقدم درساً بعنوان علم بلادي باستخدام استراتيجية تقوم على تقسيم خطة السير في الدرس إلى ست مراحل، المرحلة الأولى ويرمز لها بالرمز K وتعني ماذا تعرف عن درس اليوم «علم المملكة». وهدف اللقاء إلى نشر ممارسات تربوية ناجحة وتقديم أنموذج مختصر لتجارب حية من مجموعة من المعلمين لإيصال رسالتهم لكل من يحمل هم التطوير والارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية والأساليب التدريسية غير التقليدية والمتنوعة.