تنادت النساء «غير الذئبات» للاعتراض على مقال «الذئبة البشرية» الاسبوع الماضي، مستهجنات ما ذهب اليه المقال، ومتوعدات بالويل والثبور لمن يدوس لهن على طرف، ومنكرات جملة وتفصيلاً ما ذهب اليه الشيخ الفاضل في محكمة بريدة عن المعاكسة بالرضا، وانه لا توجد امرأة محترمة «تعاكس». والسؤال: من اتى على ذكر الاحترام لمن «يعاكس» سواء كان رجلاً او امرأة؟ وهذا يدل على ان البعض يرد ويهاجم، من دون ان يقرأ ويعي. الاخت فوزية بعثت مؤيدة ومعترفة بوجودهن، ومما لفتني في رسالتها قولها «من يعطي الكرت الاخضر للشاب سوى الفتاة نفسها عندما تخرج الفتاة الى السوق من دون رفقة احد وفي وهي متعطرة ومتكشخة فماذا تريد بالعقل؟ اي شاب هذا الذي لن ينظر اليها بعين الذئب؟». وهي محقة، واعجبني استخدامها لكلمة الكارت الاخضر، فالعادة جرت ان نقول الضوء الاخضر، للمرور، وفي حال المعاكسة سيكون الضوء الاخضر اخف وطأة من الكارت الاخضر، كيف؟ يفترض ان يكون الاخضر هو المضاد للكارت الأحمر، والكارت الأحمر يعني الخروج من المباراة، اي من الحدث، فيمكن اعتبار الاخضر اذناً بالدخول، وهو بالفعل في هذه الحالة دخول الى حياة الفتاة، وربما تغييرها بالكامل عندما تسير التطورات الى احتمالات عدة تعرفونها جميعاً. والحق انه يمكن تجيير الكارت الاخضر «الفوزوي» نسبة الى القارئة الكريمة في اشياء كثيرة من حياتنا، فنمنحه فقط لمن يستحق مشاركتنا تفاصيل حياتنا، او يكون صاحب انجاز فيها، وعلى سبيل التغيير والممازحة يمكن للزوجات ايضاً استخدامه لتصاريح الدخول الليلية للمنزل اذا تأخر «حضرته»، وللازواج استخدامه لاعطاء الموافقات بدلاً من الكلمة الاشهر في قاموسهم «نشوف». رسالة أخرى طالبت بالخصوصية واحترام الالقاب، فالذئب البشري وفقاً لمعنى كلام الأخ المرسل صفة رجالية تاريخية، اما المرأة التي تحمل الصفات نفسها فيجب تسميتها «لبوة»، لان المجتمع تعود على ذلك، واقول له يجب للتأكد من ذلك الاستعانة بخبراء اجتماعيين وهم كثيرون جداً في الجامعات، قليلون جداً في المجتمع لجهة الحضور والفعالية، فستكون شهادتهم اكاديمية كالعادة وسنحتاج واياك لقراءة مقدمات وحيثيات طويلة تنسينا الموضوع الذي استعنا بهم من أجله. وللخروج من دائرة الغضب الناعم، أستسلم وأعلن انه لا توجد ذئبات، ولا حتى غنمات، وكلهن «كويسين» ولا يوجد بينهن من تعاكس او تمشي في الاتجاه نفسه، ولا من تطلع ولا من تنزل. [email protected]