إزدادت «عدوى» محاولات الانتحار حرقاً في مصر، على غرار محمد بوعزيزي التونسي الذي أحرق نفسه مفجّراً سلسلة احتجاجات شعبية أطاحت حكم الرئيس زين العابدين بن علي. إذ أضرم رجل النار في نفسه أمس أمام مقر البرلمان في وسط القاهرة غداة قيام رجل في الخمسين من عمره بعمل مماثل في المكان نفسه، فيما توفي شاب إسكندري بعد اقدامه على الانتحار حرقاً، وتمكنت السلطات من اللحاق بعجوز قبل أن يُشعل النار في نفسه وسط القاهرة. وأشعل محام يدعى محمد فاروق النار في جسده أمام بوابة مجلس الشعب في شارع قصر العيني (وسط القاهرة)، إذ سكب كمية من البنزين على نفسه، فأصيب بحروق بسيطة. وسارع المارة وأفراد الأمن المكلفين حراسة البرلمان إلى إخماد النار المشتعلة فيه، وتم نقله إلى مستشفى المنيرة للعلاج. وتبين من التحريات أن المحامي فاروق يقطن في ضاحية السيدة زينب الشعبية (وسط القاهرة). وأفيد أن فريقاً من نيابة السيدة زينب بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة انتقل إلى مستشفى المنيرة لاستجوابه ومعرفة ملابسات الواقعة. ويعد هذا الحادث الثاني في أقل من 24 ساعة، إذ كان مصري آخر أشعل النار في نفسه أول من أمس في المكان نفسه، في ظل وجود تعزيزات أمنية في شارع مجلس الشعب وأمام وزارة الصحة ومجلس الوزراء لعدم تكرار الحادث مرة أخرى، إلا أن المواطن اخترق، على رغم ذلك، تلك التعزيزات الأمنية محاولاً إشعال النار في نفسه. وفي حادث مشابه، توفي شاب عاطل عن العمل متأثراً بحروق جراء إقدامه على اشعال النيران في نفسه مقدماً على الانتحار على سطح البناية التي يسكن فيها في محافظة الإسكندرية الساحلية، الأمر الذي أدى إلى حال فزع بين سكان بعض البنايات المجاورة الذين تصادف وقوفهم على شرفات منازلهم وشاهدوه. وقالت مصادر طبية في مستشفى رأس التين العام إن الشاب أحمد هاشم (25 عاماً) وصل إلى المستشفى مصاباً بحروق بلغت نسبتها 95 في المئة وإنه كان في غيبوبة كاملة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثراً بجراحه الناتجة عن الحروق التي أصيب بها جراء إشعاله النار في نفسه. وأشارت التحريات إلى أن الشاب الذي يعيش مع أسرته في منطقة خورشيد في الاسكندرية، متعطل عن العمل ويعاني مرضاً نفسياً منذ عام. وأفاد والده الذي يدعى هاشم السيد محمد (67 سنة) أن نجله غافل الأسرة وصعد إلى سطح العقار ثم سكب مادة الكيروسين على جسده وأشعل النيران التي أمسكت في ملابسه.