وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل بتوزيع وجبات السحور على زوار بيت الله الحرام خلال العشر الآواخر من رمضان نظراً لضيق الوقت بين صلاتي التهجد والفجر. وتضمن توجيه الأمير خالد الفيصل أن يكون ذلك تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بالإمارة وبالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية المصرح لها، على أن يشمل التوزيع المواقع حول المسجد الحرام والساحات المحيطة به وكذلك في محطات انتظار الحافلات. وعلى صعيد متصل، يتشارك العديد من أهالي المدينةالمنورة في تجهيز موائد الإفطار بالأطعمة والمشروبات وترتيبها وتهيئتها وإعدادها لتفطير الزوار في مشهد إفطار جماعي يجسد معنى التلاحم والترابط والتآخي بين المسلمين باختلاف لغاتهم وألوانهم على مائدة واحدة في حرم المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة. وتتجلى مع هذا التلاحم والتآخي أعمال الخيرين من أهالي طيبة الطيبة التي تكثر في شهر رمضان المبارك الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران ومضاعفة الحسنات بالتفنن في مد السفر الرمضانية المدينية المشهورة التي تصطف فيها موائد الرحمن بأيدي أهل الخير والإحسان مترامية الأطراف في كل شبر من بقاع المسجد النبوي الشريف داخله وخارجه في الساحات المحيطة به يتسابق الخيرون على مدها بالمشاركة في تزويد موائد الإفطار من كل عام بجميع أشكال المأكولات والمشروبات في تقليد توارثوه منذ سنين طويلة وتمسك به الأبناء بعد الآباء وتعهده جيل بعد جيل بتسابق الغني والفقير فيهم مسارعين مبادرين إلى تفطير الصائمين طامحين الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. وأوضح مدير العلاقات العامة بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي الشريف عبدالواحد الحطاب أن استعداد الوكالة يتجدد بحسب ازدياد الزوار من المصلين والصائمين من خلال خطة تطبق على مدار الساعة لخدمة زائر المسجد النبوي الشريف، ومن ضمن الخدمات التي تقدمها الوكالة للمصلين تسجيل المعتكفين مع دخول العشر الأخيرة من رمضان المبارك بإعطائهم التعليمات الخاصة للمحافظة على نظافة المسجد النبوي وترتيب أغراضهم والأشياء المسموح تم توضيحها لهم للاعتكاف، مبيناً أن المعتكفين في المسجد النبوي بلغ عددهم 13757 معتكفاً سُخرت لهم جميع الخدمات الميسرة لأداء عبادتهم بكل يسر وطمأنينة، كما تتابع لجان في هذا الجانب عملها المستمر من خلال رفع جميع ما يؤثر في نظافة المسجد النبوي من أشياء تدخل زائدة على حاجة المعتكف. وأضاف أن الوكالة تقوم أيضاً بعملية تنظيم الإفطار داخل المسجد النبوي وفي ساحاته من خلال تهيئة كل السبل للقائمين على هذه السفر بطريقة مرتبة ومنظمة بتحديد مواقع لهم إذ تحتوي السفر الرمضانية في ساحات المسجد النبوي على الوجبات الساخنة من الأرز بأنواعه واللحم والفواكه والعصيرات المعبأءة آلياً، فيما يسمح في السفر داخل المسجد النبوي بالتمر والقهوة والخبز ولبن الزبادي. وبين الحطاب أنه يتم توريد أكثر من 300 طن من مياه زمزم يومياً ليتم توفير 15 ألف حافظة مياه باردة من مياه زمزم داخل المسجد النبوي وسطحه و40 خزاناً من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد، إضافة إلى 20 موقعاً للمشارب بها 385 نافورة شرب في ساحات المسجد النبوي وتزويد جميع سفر الصائمين في ساحات المسجد النبوي الشريف بعدد 2500 حافظة من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد وتتم زيادة العدد بحسب الحاجة، كما تتم الاستفادة من مشاريع خادم الحرمين الشريفين لتظليل ساحات المسجد النبوي التي تبلغ عددها 250 مظلة لحماية المصلين والصائمين من حرارة الشمس ومن الانزلاق عند نزل المطر وأيضاً تشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الجو الحار في ساحات المسجد النبوي الشريف لينعم المصلين بجو لطيف. أكبر مائدة متصلة في العالم أكد مدير العلاقات العامة بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي الشريف عبدالواحد الحطاب أن الموائد الرمضانية في المسجد النبوي بالمدينةالمنورة تعد أكبر مائدة متصلة في العالم، مشيراً إلى أن عدد الوجبات داخل المسجد ببلغ 150 ألف وجبة و100 ألف وجبة في ساحات المسجد النبوي. وأوضح أن الوكالة تستقبل الزوار على مدار الساعة بكامل خدماتها كتهيئة الأجواء المناسبة للعبادة من حيث الفرش في المسجد النبوي الشريف وساحاته وسطحه. وبين أنه تم فرش أكثر من 16 ألف سجادة داخل المسجد النبوي الشريف وسطحه وأطراف من الساحات الشمالية والغربية والشرقية. تنسيق متقن ورفع سريع للسفر يتم استقبال موائد وسفر الصائمين بعد انتهاء صلاة العصر مباشرة عبر أبواب معلومة من جهات المسجد النبوي الشريلف لدخول هذه السفر المحتوية على التمر والقهوة ولبن الزبادي والخبز فقط فيما يختص داخل المسجد وعلى ضوء ذلك يتم بعد صلاة العصر بنصف ساعة دخول هذه الموائد من هذه الأبواب بوجود المراقبين ومن ثم يبدأ مد السفر داخل المسجد ووضع هذه الأطعمة عليها حتى وقت أذان صلاة المغرب، ويبدأ إفطار المصلين وقبل إقامة الصلاة يتم رفع هذه السفر وبقايا الأطعمة بطريقة سريعة بتعاون ما بين العمالة والمشرفين وأصحاب السفر، أما خارج المسجد النبوي وساحاته فيتم تقسيم الساحات إلى مربعات للصائمين الرجال وأماكن خاصة للنساء عبر ممرات واسعة لعبور المشاة والعربات الخاصة بالخدمة. 40 عاماً في خدمة المسجد النبوي يعتبر متعهد السفر الرمضانية منصور الحجيلي أحد أقدم من يقدمون السفر الرمضانية في المسجد النبوي الشريف، إذ إنه يعمل منذ 40 عاماً في خدمة زوار المسجد. ويبدو الحجيلي سعيداً وهو يتحدث عن تجربته الطويلة ويقول: «أقوم بهذا العمل المشرف منذ 40 عاما راجياً الأجر والثواب والقبول من الله عز وجل، وسأورث هذا العمل العمل الخالص لوجه الله تعالى لأبنائي وأحفادي بإذن الله، والسفر تحتوي على الرز البخاري بالدجاج يومياً». وبين التجربة العريضة تبرز تجربة أخرى لمجموعة من شباب المدينةالمنورة الذين تشاركوا في إقامة السفرة الرمضانية وهم حديثو العهد بهذا العمل، مؤكدين أنهم سيستمرون بهذه الخدمة المشرفة، مشيرين إلى أنهم وجدوا أنفسهم فيها من خلال الراحة الإيمانية والنفسية.