أرجئت أمس، المرحلة الأولى من عودة سكان بلدة الطفيل اللبنانية التي تقع ضمن الأراضي الحدودية المتداخلة بين لبنان وسورية، إلى بلدتهم حتى غد. وعلمت «الحياة» أن الدفعة الأولى ستشمل 50 عائلة فقط وفي زيارة تفقدية، بعدما كان «حزب الله» سمح في فترة سابقة بدخول 30 عائلة «يطمئن إلى انتماءاتها السياسية». ومن المقرر أن يعبر هؤلاء على طريق كان شقها «حزب الله» ضمن الأراضي اللبنانية ويستخدمها خلال معاركه في الداخل السوري كطريق عسكرية وقام بردم الحفر فيها لتصبح آمنة لعبور مدنيين. وعلمت «الحياة» أن العودة إلى الطفيل تمت بالتوافق بين مفتي بعلبك- الهرمل السابق الشيخ ايمن الرفاعي والمعروف بالشيخ «بكر» بعدما سقطت قريتين سوريتين صغيرتين قريبتين من الطفيل في يد «حزب الله»، إذ إن اتفاق الزبداني شملهما في إخلاء المسلحين فيهما وغادروهما إلى إدلب. وتردد أن من شروط العودة «عدم تعامل العائدين مع معارضين سوريين». وفيما ردت مصادر أمنية لبنانية سبب تأجيل العودة أمس، وكان حدد توقيتها «حزب الله» بلسان الشيخ محمد يزبك، الى غياب نقطة للأمن العام اللبناني تستطيع أن تتعامل مع عودة السوريين خصوصاً أن الطفيل يسكنها لبنانيون وسوريون وهم هجروا منها أيضاً باتجاه الأراضي اللبنانية وتوزعت إقامات الجميع بين عرسال وبعلبك وسعدنايل وبيروت، فإن اعتراض وزارة الداخلية أول من أمس، على عدم تنسيق العودة مع الوزارة التي تمثل الدولة تسبب بإشكالية تفاعلت خلال ليل أول من أمس وحتى أمس. وشرح الشيخ الرفاعي ل «الحياة» حيثيات ما حصل قائلاً إنه كان على تواصل مستمر مع «حزب الله» منذ تهجر أهل الطفيل منها قبل 3 سنوات من أجل إعادتهم وكان الرد دائماً بأن «لا مجال»، إلا أنه وبعد 4 أو 5 أيام على تنفيذ اتفاق الزبداني في ما يتعلق بالقريتين السوريتين القريبتين من الطفيل، اتصل به مسؤول من الحزب وأبلغه أن الحزب وضع موضوع عودة أهالي الطفيل على سكة الحل. وقال: «طلبت مهلة لإبلاغ الأهالي الذين أبدوا خشيتهم من ثلاثة أمور أولها تأمين الطريق عبر الأراضي اللبنانية إلى قريتهم وثانيها الخوف من أن يقدم النظام السوري على اعتقال أو توقيف العائدين للتحقيق معهم وسجنهم وثالثها موضوع اختفاء شخصين من بريتال من آل إسماعيل وأبو غنام في جرود الطفيل المتداخلة مع جرود بريتال منذ أكثر من 3 سنوات ويطالب أهاليهم بمعرفة مصيرهم». وقال الشيخ الرفاعي «إن حزب الله» تعهد تقديم الضمانات في شأن المواضيع الثلاثة، وقمت بدوري بإجراء اتصالات في اتجاه رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية وقيل لي إن وزارة الداخلية واكبت خروج الأهالي من الطفيل الذين كان «حزب الله» طلب منهم مغادرتها والوزارة تواكب عودتهم. والأحد الماضي وبعدما أعلن الشيخ يزبك ما أعلنه ألقيت بدوري كلمة أكدت فيها أن العودة تكون برعاية الدولة، إلا أن ما نشر كان فقط كلمة الشيخ يزبك وحصل ما حصل». ومضى الشيخ الرفاعي قائلاً إنه «تلقى اتصالاً من الجيش اللبناني الذي أبلغه أن الجيش ليس جاهزاً لوجستياً من أجل العودة الثلثاء، وكان علي أن أبلغ الأهالي الذين استعدوا للعودة وحضروا من أمكنة لجوئهم والبعض استعد لإحضار أغنامه معه بأن العودة تأجلت إلى الخميس». وأكد الشيخ الرفاعي الذي يواكب ملف البلدة منذ لحظة تحول البلدة أزمة اجتماعية، أن الأهالي يريدون أن يكونوا على مسافة من الجميع وليسوا مع أي طرف. وأشار إلى أن «بين العائدين سوريين وأبلغنا الجيش بأنه سيدقق في هويات العائدين خشية أن يكون بينهم من يوجد إشكال حوله». وأشار إلى أن العائدين سيتفقدون منازلهم ولن يقيموا فيها فأولادهم لا يزالون في مدارس ولم ينته العام الدراسي، والذين يملكون أغناماً يريدون التأكد من وجود مراع صالحة. ويواكب اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية العائدين غداً لإدخال مؤن ومساعدات. وقالت مصادر أمنية إن العائدين هم حوالى 150 نازحاً، وتأجيل العودة سببه وجوب «التنسيق مع المديرية العامة للأمن العام لمعرفة إذا كانوا جميعهم لبنانيين فلا يحتاجون إلى ختم العودة إما إذا كان بينهم سوريون فهم يحتاجون إلى إجراءات خاصة وختم يسمح لهم بالمغادرة».