يستضيف معهد غوته في الحي اللاتيني في القاهرة معرضاً فوتوغرافياً للمصوِّرة الألمانية ساندرا برغمان بعنوان «وجوه ديفا»، ضمن احتفالات ألمانيا بالذكرى العشرين للوحدة ما بين شطريها الشرقي والغربي. يتناول المعرض مجموعة مختارة من أفلام استوديوات ديفا التي تلقي الضوء على عوالم متوازية قلما التقت (عالم الصورة الضوئية والصورة السينمائية)، من خلال ثلاث شخصيات تمثل أفلام ألمانياالشرقية هي جويكو ميتيك، رولف هوبه وأرمين مولرشتال. اللافت في المعرض اقتراب الفوتوغرافية ساندرا برغمان، بحساسية مفرطة من هؤلاء لمدة طويلة، ما أنتج مجموعة أصيلة من الصور لمن صاروا من معالم فن تمثيل الشخصية الإنسانية في مواقف بعيدة من محاولة تجميلها في بورتريهات زوجية، صوِّرَت في مواقع وأماكن ذات دلالة لهؤلاء الفنانين. استطاعت برغمان من خلال عدستها الاقتراب من الممثلين، مستظهرة مساحة أبرزت الملامح الشخصية لكل منهم بصورة منفردة، فيرى المشاهد الممثلين بلا أقنعة، مرة من قرب وأخرى من زاوية أبعد. ويكتمل العرض بكلمات موجزة يروي فيها الممثلون تجارب شخصية من حياتهم اليومية (في العمل) من اليوم وأمس. مثلاً أرمين مولرشتال تشاركنا أفكارها حول سقوط جدار برلين، بينما تتحدث أورسولا فيرنر عن السينما الألمانية بعد الوحدة. تقول برغمان: «أبحث عن التعبير الدرامي في اللحظة والزمن للإيحاء بدفق الحياة وسط هذا الصمت القريب من السكون، فأحاول استراق لحظة من الزمن والاحتفاظ بها بعيداً من مرور الوقت، فالصورة عنصر مكمل للمشهد الثقافي». وعن شركة ديفا، توضح: “ هي الشركة الألمانية المساهمة للأفلام، وهي مجموعة استديوات كانت تملكها الدولة في ألمانيا الديموقراطية. وهي انتجت ما زاد عن 700 فيلم روائي، ليجد الشعب الألماني بعد فترة الحكم النازي مُثلاً عليا معاكسة لكل من الفاشية والرأسمالية. وبذلك كانت ديفا أداة لتربية الشعب تطمح لتوضيح القيم الاشتراكية. وهي تشكل فصلاً مميزاً في تاريخ السينما الألمانية». وتشير الباحثة السينمائية راينهيلد شتاينغروفر إلى أن وجوه ديفا توقظ ذكريات ذات طابع شخصي، قد تذكر بحب أيام الصبا، أو بجدال مع مدرس التربية القومية، أو ببساطة الحياة في ألمانياالشرقية. وترى أن الفنانين الذين صورتهم برغمان أثروا في الملايين من الجماهير، وإذا كانت العين، بحسب التعبير الذائع القديم هي نافذة للروح، فإن المعرض والكتاب المصاحب له يدعوان الزائر إلى عبور بوابات متعددة الفصول شديدة الحيوية في تاريخ السينما لم يتم اكتشافها حتى اليوم. معرض «وجوه ديفا» هو معرض عالمي تنقل بين الكثير من دول العالم، إذ عرض في متحف الفن الحديث في نيويورك وفي مدريد وفي متحف الأفلام في بوتسدام وفي ويلى-براندت-هاوس في برلين، وغيرها من العواصم الأوروبية. و تم توثيق المعرض في كتاب ترجم للغات عدة، أتاح بتصميمه المبهر عند نشره في 2008 مع مجموعة من المقابلات غير المنشورة ومواد الأرشيف التصويرية للأفلام المهمة، استكشاف “وجوه ديفا” من جديد. ويستمر المعرض حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) الجاري. ولدت ساندرا برغمان عام 1980 في سترالذوند، حيث تعمل مصورة حرة في برلين. درست تصميم الصور في ليتي فراين في برلين مع روجر مليس، وعملت مساعدة لعدد من فناني التصوير العالميين مثل مايكل نجار. تعمل منذ عام 2001 على مشاريعها المصورة الخاصة، وحصدت الكثير من الجوائز الدولية وصورت الكثير من الشخصيات في كل أنحاء العالم.