قال النائب الروسي ليونيد سلوتسكي أمام الوفد اللبناني الرسمي والاقتصادي الذي يزور روسيا خلال جلسة للجنة الفرعية للشؤون الخارجية في إحدى قاعات مجلس الدوما، إن روسيا مهتمة «بالاستثمارات المتبادلة وبتنمية العلاقات طالما أن الوضع في بلدكم مستقر وآمن، ذلك أن الاقتصاد اللبناني مبني على المعرفة والتكنولوجيا والحداثة، وهو مثال للبلدان الأخرى»، مشيداً بالعلاقات البرلمانية بين لبنانوروسيا الاتحادية. وعبر النائب الروسي عن «قلق بلاده على سورية ودول المنطقة من تنظيم داعش»، معتبراً أن «الولاياتالمتحدة لا تحارب هذه المنظمة الإرهابية، بل تحارب الرئيس السوري بشار الأسد، وهي التي أوجدت القاعدة وداعش». وقال: «نعتبر جبهة النصرة منظمة إرهابية وستصبح أقوى من داعش في المستقبل». وأوضح أن «الرئيس السوري هو الذي دعا روسيا للمساعدة في محاربة الإرهاب وحماية دول المنطقة بما فيها لبنان منه»، مؤكداً أن «الإرهاب الدولي خطر كبير على الجميع. ونحن قلقون مما يجري أيضاً في اليمن والعراق والمغرب العربي. وإذا عرفنا حقيقة الأوضاع هناك، سنعرف كيفية التصرف والمساعدة ومكافحة الإرهاب». وتحدث عن «ثلاثة اتجاهات مهمة جداً من الضروري العمل على تطويرها وتنميتها في لبنان وتتعلق بالسياحة والتكنولوجيا الحديثة والاتصالات والتبادل المصرفي والمالي». وأبدى الاستعداد «لتقديم كل الدعم لتوطيد العلاقات الثنائية وإيجاد فرص العمل وتكبير حجم الاقتصاد». وحضر الجلسة عدد من النواب الروس يمثلون أكثر من حزب. وقال وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن: «نقف معكم في الموقع نفسه، ونجد أنفسنا معكم في مواجهة الإرهاب. ونقدر عالياً دور روسيا المحوري في مواجهة الإرهاب وفي هزيمة داعش والنصرة اللذين تقف وراءهما الولاياتالمتحدة وتدعمهما. ونحيي شهداء الجيش الروسي الذين يسقطون في مواجهة الإرهاب التكفيري إلى جانب الشهداء من الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة، من أجل عالم أكثر أماناً». ونوه ب «دور روسيا وموقفها إزاء احترام القانون الدولي وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها»، مشيراً إلى أن «دور روسيا محوري في إعادة إعمار سورية». ودعا إلى «التعاون والدخول في شراكات من أجل أن يكون للبنان أيضاً دور كبير في هذه العملية». وكانت اجتماعات الوفد اللبناني في موسكو تمحورت، بحسب المكتب الإعلامي لوزير الاقتصاد رائد خوري حول تطوير العلاقة بين المصارف اللبنانية والروسية، وتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي على المستويات كافة. ويضم الوفد الذي واكبه سفير لبنان لدى روسيا شوقي بو نصار، إضافة إلى الوزيرين خوري والحاج حسن، وزير السياحة أواديس كيدانيان، النائب أمل أبو زيد، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير على رأس وفد من القطاع الخاص، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية- الروسية جاك الصراف (الجهة المنظمة للزيارة) ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني. وأجرى الوفد أول من أمس، لقاء مع إدارة بنك VTB. وشدد الوزير خوري على وجوب «النظر إلى لبنان ليس على أساس حجمه الجغرافي وعدد سكانه، إنما إلى دوره الاقتصادي الكبير في الخليج وأفريقيا والمنطقة»، وشدد على أن لبنان «يتطلع إلى الاستثمار الروسي في هذا البلد الذي يعتبر بوابة المنطقة». ودعا المصرف الروسي إلى فتح فرع له في لبنان الأمر الذي يمكنه من لعب دور مصرفي في لبنان والمنطقة، معتبراً «أن هذه الخطوة يجب أن تترافق مع سياسة روسية تقوم على اعتبار لبنان بوابة لإعادة إعمار سورية». ورحب الوزير الحاج حسن «بتقدم شركات روسية إلى عملية استخراج النفط والغاز في المياه الإقليمية في لبنان»، مشيراً إلى «أهمية وضع سياسة إعمارية على المدى الآني والمتوسط والبعيد يقوم على إنشاء فروع لمصارف روسية في بيروت وفروع مصرفية لبنانية في موسكو أو شراكات بين المصارف، وإنشاء شركات مشتركة على غرار النفط والغاز، في الإعمار والتجارة والصناعة والزراعة والسياحة». وتمنى كيدانيان «أن يكثف السائح الروسي زياراته إلى بلدنا». ودعا شقير إلى «تعاون أكبر بين القطاع المصرفي في لبنانوروسيا والاستفادة من الفرص المتاحة». وقال الصراف: «كما استثمرتم في أنغولا ب1،5 بليون دولار، ندعوكم إلى الاستثمار في لبنان ببليوني دولار». وتحدث عن «ضرورة اعتماد العملتين الوطنيتين من الليرة والروبل في التبادل التجاري وإنشاء بورصة للذهب في بيروت». وعقد اجتماع للجنة الوزارية الاقتصادية الروسية- اللبنانية المشتركة.فأكد رئيس اللجنة من الجانب الروسي ألكسي إبرانوف «انفتاح الجانب الروسي على مناقشة كل الاتفاقات والأمور التي من شأنها زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين». وجرى البحث في إزالة العقبات التي تؤخر منح تأشيرات الدخول إلى روسيا.