تعتبر الأشعة السينية حجر الأساس في تشخيص أمراض لا يستطيع الطبيب التوصل إلى أسبابها من خلال الاستجواب والفحص السريري والتحاليل المخبرية. وتستخدم الأشعة السينية على نطاق واسع لتشخيص حال العظام والمفاصل والفقرات من أجل توضيح ما فيها من عيوب وكسور وتشوهات وغيرها. كما يتم اللجوء إلى هذه الأشعة من أجل كشف النزف أو الأورام في أعضاء الجسم، خصوصاً في الدماغ والثدي. ويتم الاستعانة بالأشعة السينية من أجل توجيه القسطرة نحو القلب أو أماكن أخرى في الجسم. ولا تستخدم الأشعة السينية لأغراض تشخيصية فقط بل لأغراض علاجية أيضاً، خصوصاً في قتل الخلايا السرطانية. ولا تظهر نتائج العلاج هنا على الفور، بل تحتاج إلى بعض الوقت للحكم على معطياتها، وعند التخطيط للعلاج فإن هناك حسابات رياضية معقدة يقوم بها الطبيب المعالج من أجل تحديد الجرعة المناسبة التي يجب رشق المريض بها وذلك تبعاً للعضو الذي يتم علاجه. ولا يتسبب العلاج بالأشعة السينية بأي ألم. ويستخدم الطبيب هذه الأشعة بطاقة عالية جداً وذلك بخلاف الأشعة التشخيصية التي تكون قليلة وغير محسوسة ولا ينتج منها ضرر مباشر وتملك درجة أمان عالية جداً. لقد سهّلت الأشعة السينية وضع النقاط على حروف التشخيص وساهمت في العلاج أيضاً، لكن هذا لا يعني أنها لا تخلو من الأخطار التي تبين أنها تزداد كلما قلت المسافة بين مصدر الإشعاع والشخص المعرَّض لها، وكلما زادت مدة وكمية الإشعاع، وكلما كان المريض صغيراً في السن. لا شك في أن الأجهزة الطبية الحديثة مكّنت اليوم من تعريض المريض لجرعات قليلة من الأشعة السينية، لكن هذا لا يعني تركها تعبر أجسامنا من دون حساب، إذ على الأطباء أن يستعينوا بخدماتها عند الضرورة فقط، وأن القيام بها بهدف الطمأنة فقط لا يعتبر سبباً كافياً إطلاقاً.