من كوريا الجنوبية التي تُهيمن شركاتها على سوق أفكار التلفزيون الجديدة (الفورمات) في القارة الآسيوية وبدأت بعض برامجها في الوصول إلى قنوات غربية في السنوات الأخيرة، تأتي فكرة البرنامج الجديد «غراندباس أوفر فلاور»، التي اشترتها قناة «أن بي سي» الأميركية وعرضتها أخيراً. يأخذ البرنامج الجديد أربعة من المشاهير المسنين في رحلات إلى مناطق بعيدة ليجربوا وقبل فوات الآوان ثقافات جديدة لم يعرفوها من قبل. وإلى جانب شخصيات البرنامج، هناك شاب معروف هو الآخر، يثير بحضوره الظريف مواقف كوميدية متأتية من فرق العمر الكبير بينه وبين شخصيات البرنامج، كما أن من شأن وجود هذه الشخصية الشابة أن يربط بين البرنامج وبين مشاهدين شباب ربما يجهلون هوية الشخصيات الرئيسة في البرنامج، والذين حقق بعضهم شهرته قبل سنوات وربما عقود من ولادة جيل الثلاثينات والعشرينات من المتفرجين. يمزج البرنامج بين فئة برامج السفر والرحلات، وبرامج تلفزيون الواقع الكوميدية، وإن كانت الكوميديا المبالغ فيها ستهيمن على النسخة الأميركية التي تحمل عنوان «متأخر أفضل من لا شيء». فعلى رغم توقف البرنامج في بعض المحطات السياحية المهمة في البلدان التي يزورها، والتعريف ببعض عاداتها وتقاليدها، فإن الاهتمام سيتجه بالدرجة الأساس إلى الكوميديا التي تنشأ بين أفراد المجموعة، والتي بدا الإعداد لها واضحاً في النسخة الأميركية. غابت التلقائية عن البرنامج الأميركي، كما كان جليّاً أن المواقف تم الترتيب لها جيداً وقبل أن يتم تصويرها للبرنامج. فمثلاً وصلت الشخصيات مع حقائب سفرها إلى المحطة الرئيسة في العاصمة اليابانية والتي تعد الأكبر في العالم، ولكن ومن خلال مراقبة الحركات الجسدية لمشاهير البرنامج، كان واضحاً أن الحقائب تلك كانت فارغة لتسهل تنقلهم، بخاصة أن معدل أعمارهم يتعدى الثمانين. والحال أن الفكرة التلفزيونية تحتمل الكثير من التغييرات لتناسب ثقافات مختلفة، إذ يمكن اختيار مشاهير أقل عمراً من الذين ظهروا في النسخة الأميركية، وهذا بدوره سيغير الكثير من دينامية البرنامج، كما يمكن زيادة جرعة المعلومات على حساب الكوميديا الفاقعة التي تضمنتها النسخة الأميركية مثلاً، والتركيز على المواقف الإنسانية التي تولد بسبب الرحلة المشتركة لمشاهير يحملون تجارب مختلفة، ويخوضون هذه التجربة للمرة الأولى في حياتهم المهنية أو الشخصية. يندرج البرنامج ضمن موجة من البرامج التلفزيونية الجديدة التي تتقصد جمهوراً من فئات عمرية متقدمة، والتي تعد اليوم وفق الإحصائيات المتوافرة من أوفى مشاهدي التلفزيون، على خلاف فئات الشباب التي تبحث عن ترفيهها في شبكة الإنترنت وشركات تجهيز الترفية الإلكترونية. وتختص منذ سنوات قليلة برامج وأحياناً قنوات تلفزيونية كاملة بتقديم برامج تحمل روح الحنين إلى عصر تلفزيوني سابق، عندما كان الجهاز الصغير، هو الوسيلة الترفيهية التي لا تنافس، ونجومها هم أشد النجوم حضوراً عند الجماهير. أنتجت شركة «CJ Entertainment & Media» الكورية الجنوبية البرنامج الأصلي لقناة « tvN» الكورية. وبعد نجاح الموسمين الأولين من البرنامج، قامت الشركة ذاتها بإنتاج برنامج على الشاكلة ذاتها، ولكن بدل مشاهير رجال حلّت نساء معروفات. وتولى المنتجان الأميركيان كريغ زادان ونيل ميرو اللذان يملكان خبرات كبيرة في إنتاج برامج تلفزيونية شخصياتها من المسنين، إنتاج النسخة الأميركية من البرنامج.