لم تسلم أي من مناطق المملكة من آثار السيول التي أصابتها الأيام الماضية. ففي الوقت الذي تجتاح فيه السيول مناطق سعودية عدة نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة، شهدت مراكز منطقة تبوك الشمالية فجر (الجمعة) الماضي تساقطاً كثيفاً للثلوج. وغطت الثلوج قمم جبال الشمال وأوديتها ومساحات شاسعة من الصحارى، وسط استعدادات كبيرة اتخذتها القطاعات الحكومية كافة في المنطقة، تمثلت في إمارة منطقة تبوك وقيادة حرس الحدود والقطاعات الأمنية والمرورية والهلال الأحمر. على الجانب الآخر، شهدت مناطق الرياض والشرقية وعسير ومكة المكرمة ونجران وجازان والباحة خلال الأيام الماضية أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة أدت إلى خسائر مادية وبشرية وشل حركة السيارات بعد غمر كثير من الطرقات بالمياه. واستقبلت مراكز التحكم والتوجيه في المديرية العامة للدفاع المدني منذ (الأحد) الماضي وحتى صباح (الجمعة) 4699 بلاغاً من مناطق مختلفة في المملكة، إضافة إلى تسجيل حالتي وفاة، ومفقودين اثنين، جراء الأمطار التي هطلت على تلك المناطق. وتوقفت حركة الطيران من أبها وإليها، وسارعت وزارة التعليم إلى إعلان تعليق الدراسة في بعض المدارس والجامعات في مناطق متفرقة، نظراً لسوء الأحوال الجوية، بناء على تقارير صادرة عن هيئة الأرصاد وحماية البيئة والمديرية العامة للدفاع المدني. وعلقت لجنة الطوارئ في تعليم سراة عبيدة ورجال ألمع الدراسة بسبب الأمطار، وهو ما فعلته «تعليم النماص»، وسرى القرار على جميع مدارس التعليم العام (بنين وبنات)، استناداً إلى خطاب المدير العام للدفاع المدني الذي تمت الإشارة فيه إلى تأثر الأجواء بحال مطرية وعواصف رعدية، وما وصل من إنذارات باكرة من الأرصاد في هذا الشأن. وأدت السيول الشديدة إلى جنوح قطار متجه من الرياض إلى الدمام عن مساره عند الساعة 1,00 صباحاً، ما تسبب في إصابة 18 راكباً. وحذرت حينها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة من حال مطرية متوسطة إلى غزيرة على الرياض والخرج والدوادمي والمجمعة ووادي الدواسر والمحافظات المجاورة، استمرت مدة 72 ساعة. وفي الشمال لم يمنع تساقط الثلوج العائلات من الخروج لمشاهدة المساحات البيضاء، فغصت بسياراتهم الطرق وازدحمت بوقع أقدامهم صحارى الثلوج.