علاقتنا أو علاقة الكثير منا بيوم الجمعة ستتحسن لو أصبحت الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. أتمنى لو أكون مخطئاً، لكن من الواضح أنه يوم مفقود، مبتور، عند الكثيرين، بسبب سوء تنظيمنا للإجازة الأسبوعية، فيوم الجمعة يبدأ عند الغالبية مع صلاة الجمعة، وفترة الصباح فيه منسية أو مستغرقة في سبات عميق، وحتى البدء في صلاة الجمعة ليس كما يجب، إذ تلحظ أن أكثر من نصف المصلين لا يفدون إلى المسجد إلا مع بدء الخطبة وأثناءها. ليل الأربعاء قليل المتعة لأنه يوم عمل، ويكون الخميس عند الكثيرين بمثابة اليوم الأوحد للإجازة، في نهاره ينهي رب الأسرة، أو ربتها في حالات كثيرة أموراً عدة، تبدأ عند الصيانة الخفيفة، مروراً بالتسوّق، ولا تنتهي القائمة المحتملة، وفي ليله السهر والبرامج الأسرية، واللا أسرية، ووفقاً للثقافة المصرية فهو «ليلة مفترجة» للأزواج، وهي ثقافة أسهم الراحل طلال مداح في تكريسها عبر أغنيته الشهيرة التي كادت تصبح مثلاً «أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة» ومعه نفر غير قليل من الشعراء. تغيير أيام الإجازة سيزيد احتمال الاستفادة من صباح الجمعة، كون الغالبية لن تستطيع السهر كثيراً ليل الخميس لأنه يوم عمل، وأيضاً سيجعل من يوم السبت يوماً كاملاً حقيقياً يمكن تنفيذ الكثير من الأشياء فيه، ولا اعتقد أن الإخوة المصريين سيمانعون من تحويل الصفة الزوجية لليلة الجمعة إلى ليلة السبت، ويمكن إقناع أحد المنتجين بإنتاج مسلسلات وأفلام عدة ترسّخ الفكرة. الجمعة يوم مقدس في ثقافتنا، وهو يشبه العيد الأسبوعي المصغّر، ومشكلتنا أننا أضعنا روحانيته ثمناً للخميس، ثم أضعنا قيمته الوقتية كزمن من الإجازة الأسبوعية، ولك أن تنظر في الوجوه والتعابير في هذين اليومين لتعرف العلاقة «المزاجية» المتوترة مع الجمعة، والرائقة مع الخميس، على رغم أن الأصل هو العكس، كون الجمعة روحانياً فيه فرص كثيرة للاقتراب من الناس ومن خَالِقهم. أيضاً هناك «حتة» مهمة في هذا الشأن، وهي أن الجميع يأخذ إجازة يوم الجمعة، حتى غير المسلمين، ولم نجد قطاعاً، أو أصحاب مهنة ما، يتنادون لتغيير إجازتهم الأسبوعية، سعياً نحو التغيير، وإضفاء حراك تجاري، واجتماعي أكثر يتوزع على بقية أيام الأسبوع. الخصوصية لهذا اليوم معروفة، ولا تتنافى مع أي تغيير له في خريطة العمل الأسبوعي، لكننا كمجتمع ليلي غالباً أسأنا لصباحاته، بإلغائها حتى من حسابات أبنائنا وطلابنا، وكأن أسبوع الطفل السعودي، أو المقيم في السعودية هو عبارة عن 6.5 يوم. [email protected]