ليبيا تفرج عن قس كوري جنوبي اعتقلته بتهمة التبشير

سيول - أ ف ب - أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أمس أن ليبيا أفرجت عن قس مسيحي كوري جنوبي اعتقل بتهمة ممارسة نشاطات تبشيرية، بعدما وعدت طرابلس بإنهاء هذا الخلاف الديبلوماسي المستمر منذ أشهر مع سيول.
وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الجنوبية إن القس وكورياً جنوبياً آخر كان متهماً بمساعدته أفرج عنهما أول من أمس. وأضاف أن الرجلين سُلما إلى عائلتيهما في حضور سفير كوريا الجنوبية في ليبيا.
واعتقل القس في حزيران (يونيو) الماضي بتهمة إدخال كتب مسيحية ومواد تبشيرية أخرى، ما يشكل مخالفة لقوانين البلاد. أما الكوري الجنوبي الآخر فأوقف الشهر الماضي بتهمة المساعدة على تمويل النشاطات الدينية للقس.
وتوترت العلاقات بين طرابلس وسيول بعدما طردت ليبيا في حزيران (يونيو) الماضي مسؤولاً في الاستخبارات الكورية الجنوبية اتهمته بمحاولة جمع معلومات عن الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته وكبار المسؤولين.
وذكرت صحف كورية جنوبية في آب (أغسطس) الماضي أن ليبيا طلبت تعويضات من كوريا الجنوبية تبلغ قيمتها بليون دولار مقابل تسوية هذا الخلاف الديبلوماسي. لكن البلدين اتفقا على إنهاء هذا الخلاف خلال زيارة للي سانغ دوك شقيق الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، إلى ليبيا الخميس الماضي.
وأعلنت الخارجية الكورية الجنوبية أن القذافي أكد خلال محادثاته مع لي ضرورة إنهاء الخلاف وتعزيز العلاقات الودية مع سيول. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن القذافي وعد أيضاً بمساعدة الشركات الكورية الجنوبية، فيما أبلغ لي الزعيم الليبي بأن سيول ستستدعي سفيرها في طرابلس لتأنيبه على الخلاف الذي سببه.
وكانت ليبيا علقت العمل في سفارتها في سيول، ما يجبر رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين على السفر إلى الخارج للحصول على تأشيرات دخول إلى ليبيا. وتعمل شركات كورية جنوبية حالياً في الهندسة المدنية بموجب عقود تبلغ قيمتها أكثر من تسعة بلايين دولار في ليبيا، بحسب الجمعية الدولية للمتعاقدين في كوريا.
وكانت العلاقات توترت بين البلدين بعد توقيف القس في ليبيا والتغطية الإعلامية لهذا الحدث. وقالت صحيفة «جونغانغ ديلي» إن الطلب الذي يتحدث عن بليون دولار قُدم إلى وفد كوري جنوبي أجرى محادثات في طرابلس الشهر الماضي لمحاولة تسوية الخلاف.
إلى ذلك، تريد ليبيا لائحة بالأشخاص الذي اتصل بهم المسؤول في الاستخبارات في البلاد. وقبل هذا الخلاف، كانت سيول وطرابلس تقيمان علاقات جيدة منذ إعلان العلاقات الديبلوماسية بينهما في العام 1980. وتعمل شركات كورية جنوبية في نحو 300 مشروع بناء تبلغ قيمتها 35 بليون دولار في ليبيا منذ العام 1978.