4 سنوات تفصل السعوديين عن الانتقال من الجهد الكهربائي المزدوج 220/ 110 فولت، إلى الجهد 230/400 فولت، بعد حوالى 10 أعوام من الاستعدادات والتمهيد لهذه الخطوة، والتي ستعود بفوائد اقتصادية وتقنية على البلاد. وسعت السعودية من خلال خطة تدريجية بدأتها في العام 2010، إلى تغيير الجهد الكهربائي المزدوج 220/ 110 فولت، إلى 230/400 فولت، ليتوافق مع الجهد المعتمد دولياً. وتعتبر المملكة من الدول القليلة في العالم التي ما تزال تغذي مناطقها السكنية في الجهد الأول. وجاء قرار مجلس الوزراء الصادر في العام 2010 بالموافقة على خطة متدرجة لتغيير جهد توزيع الكهرباء في المناطق السكنية والتجارية في المملكة، بدأت بتطبيقه في المناطق السكنية الجديدة منذ تاريخ القرار، فيما يطبق التغيير على المناطق القائمة خلال 25 سنة، قُسمت على مرحلتين؛ الأولى تمهيدية في المناطق القائمة بمشتركين جدد، مدتها عشر سنوات، تنتهي في 2020، والثانية تنفيذية على المناطق القائمة مدتها 15 سنة تنتهي في 2035. وبدأت السعودية منتصف العام 2011، أولى الخطوات العملية بشأن تغيير جهد الكهرباء إلى 230 فولت. وأعلنت مصلحة الجمارك السعودية حينها، أنه سيتم إيقاف استيراد الأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها كافة التي تعمل بالجهد 127 فولت، ومنحها مهلة ستة أشهر من تاريخ صدور قرار الإيقاف. وأوضحت «الجمارك» أنه سيتم الاستمرار في استيراد الأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها ثنائية الجهد 127/220 فولت، وكذلك التي تعمل على الجهد 220 فولت للسنوات الخمس المقبلة من تاريخ صدور القرار. وأوضحت أنه سيتم بعد خمس سنوات من صدور القرار قصر الاستيراد على الأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها التي تعمل على الجهد 220 أو 230 فولت، مشيرة إلى أن الأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها التي تعمل على ثلاثة أطوار فيقتصر الاستيراد على الأجهزة والمعدات التي تعمل على الجهد 230/400 فولت. فيما يتم الاستمرار بالسماح باستيراد قطع الغيار للأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها التي تعمل على جهد 127 فولت لمدة 15 عاماً من تاريخ نفاذ القرار، مؤكدة أنه بعد عشر سنوات من صدور القرار سيقتصر الاستيراد على الأجهزة والمعدات الكهربائية وملحقاتها التي تعمل على جهد 230/400 فولت. وخلصت دراسة أجرتها «جامعة الملك عبد العزيز» في جدة، في العام 2010، بمشاركة فريق من الخبراء والمختصين من الجهات ذات العلاقة، وبتمويل من وزارة المياه والكهرباء (الطاقة والصناعة والثروة المعدنية حالياً)، إلى ضرورة تغيير جهد توزيع الكهرباء في المملكة ليتوافق مع الجهد الدولي 400/230 فولت. وفقاً إلى الدراسة، فإن تسعة في المئة من دول العالم تستخدم جهود مزدوجة 220/100، و220/127، و240/120 فولت، وتعتبر المملكة من الدول القليلة جداً والتي لا تتجاوز ست دول على مستوى العالم، ما تزال تغذي مناطقها السكنية بجهد التوزيع المزدوج 220/127 فولت. في حين أن أكثر من 70 في المئة من دول العالم تستخدم نظام الجهد 220/380 أو 230/400 فولت، معتمدة في نظامها على توصيل جميع الأجهزة الكهربائية المنزلية بجهد واحد وهو 220 فولتاً بين طور «خط مكهرب» و«محايد»، وفي حال الأحمال الكبيرة، مثل المكيفات المركزية والمصاعد وبعض الأجهزة ذات الاستهلاك العالي في المجمعات السكنية والتجارية، تستخدم الجهد 380 فولت عند قياسه بين طورين «خطين مكهربين». واعتمدت كثير من الدول خططاً للتحويل إلى الجهد الدولي 230/400 فولت، وهو المعتمد من الهيئة الدولية الكهرتقنية (IEC)، التي تتولى إصدار المواصفات القياسية الدولية الموحدة لمعدات وأنظمة الكهرباء على مستوى العالم. يُذكر ان المملكة قررت التحويل إلى الجهد 230/400 فولت، لفوائده التقنية والاقتصادية، من أهمها تجنب الأخطار الناجمة عن وجود جهدين 127 و220، والتوصيل الخاطئ لأجهزة مصممة على جهد أعلى من جهد، إضافة إلى الاستفادة من الأجهزة الكهربائية المصممة على الجهد الدولي، والمتوافقة مع المواصفات القياسية الدولية من دون الحاجة لتصاميم خاصة للمملكة تؤدي إلى ارتفاع أسعارها، إلى جانب تقليل كلفة التمديدات الكهربائية.