اختتم المدير العام ل «صندوق أوبك للتنمية الدولية» (أوفيد) سليمان الحربش أخيراً مهمة عملٍ إلى فلسطين هي الأولى للصندوق، تزامنت مع تسمية الجمعية العامة للأمم المتحدة 2014 السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وبُدئت المهمة بزيارة رسمية للحربش والوفد المرافق إلى مقر الرئاسة الفلسطينيَّة في مدينة رام الله حيث التقى بالرئيس محمود عباس، وذلك تلبيةً لدعوة من الأخير الذي كان زار مقر (أوفيد) في فيينا العامَ الماضي. وعقد الجانبان محادثات حول التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني وضرورات التنمية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وبحضور عباس وُقِّع اتفاق منحة ب 500 ألف دولار مع مؤسسة محمود عبَّاس، بين الحربش ورئيس مجلس إدارة المؤسسة محمد مصطفى، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. وسيموِّل «أوفيد» بموجب الاتفاق منحاً دراسية ل 70 طالباً فلسطينياً في مخيمات اللجوء بلبنان، لتمكين المتفوقين منهم من نيل درجات علمية عليا في عدد من التخصصات. وقبل يوم من توجُّهه إلى رام الله وقع الحربش اتفاق منحة في عمَّان مع رئيس الجامعة الأردنية، إخليف الطراونة، لصالح مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام التابع للجامعة، وهو مركز بحوث متخصص يولي اهتماماً كبيراً للدراسات التي تتناول الهوية والتراث الفلسطينيين، إضافة إلى صيانة الوثائق والمخطوطات النادرة ذات الأهمية التاريخية الكبيرة. وأثناء زيارة الحربش، افتُتح «قسم أوفيد للجراحة» في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، حيث مُوِّل تجهيز هذا القسم، الذي يضمُّ سبع غرف عمليات وملحقاتها، بمنحة قدرها مليون دولار. وبهذه المنحة، تناهز مساهمات «أوفيد» إلى المستشفى مليوني دولار قُدِّمت خلال السنوات الماضية دعماً لتحديث مرافقه وتمكينه من تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين الفلسطينيين. ووقّع الحربش اتفاق منحة تبلغ قيمتها 2.5 مليون دولار مع مارغوت إيليس، نائبة المفوض العام ل «أونروا»، وتهدف هذه المنحة إلى دعم ثلاثٍ من المدارس التي تديرها الوكالة في مخيم شعفاط للاجئين بالقدسالشرقية من خلال برنامجٍ من شأنه تحسين خدمات التعليم المقدمة لنحو ألف و700 تلميذٍ. وزار الوفد قرية بُدرُس شمال غربي القدس، حيث كانت «أونروا» غرست شجرة زيتون باسم الحربش و «أوفيد» في حقل باسم «أصدقاء أونروا». ووقّع الحربش أربع اتفاقات منح تبلغ قيمتها 3.3 مليون دولار مع فرودِه ماورِنغ، الممثل الخاص لمدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الأراضي الفلسطينية ومدير برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، لتمويل ثلاثة مشاريع في القدس، أهمُّها مشروع يرمي إلى ترميم مساكن تملكها وتسكنها عائلات مقدسية فقيرة مهددة بإجلائها عن بيوتها من سلطات الاحتلال بذرائع تتصل بكون هذه المساكن عرضةً للانهيار. وتمول المنحة الثانية مشروعاً لتزويد «مستشفى القديس يوسف» في القدسالشرقية بوحدات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والثالثة إنشاء وتجهيز قسم لأمراض الأعصاب بمستشفى المقاصد في القدس، والرابعة تجديد وتوسعة مرافق الأمومة والولادة في عدد من مستشفيات قطاع غزة. وفي ختام المهمة زار الوفد المقر الرئيس ل «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» في القدس، حيث وقَّع الحربش اتفاق منحة بقيمة 100 ألف دولار مع ريما الطرزي، رئيسة مجلس مشرفي المعهد، لدعم نشاطات المعهد الثقافية والأكاديمية. وشهد الحربش والوفد المرافق عرضاً موسيقياً قصيراً قدَّمه طلاب المعهد أعقبه حفل استقبال أقامه «أوفيد»، أكَّد المدير العام خلاله أهمية الحفاظ على الهوية الوطنيَّة للشعب الفلسطيني، وجدد تأكيده تضامن «أوفيد» الثابت مع القضية النبيلة للشعب الفلسطيني. يُذكر أنَّ لمساندة الشعب الفلسطيني مكانةٌ متقدمة بين نشاطات «أوفيد»، وترجع علاقة الصندوق بفلسطين إلى 1979، بيد أنَّ التعاون تعزَّز أكثر منذ 2002، لدى إنشاء برنامج المنح المخصص حصراً لفلسطين. يشار إلى أن 34 في المئة من إجمالي عمليات المنح لدى الصندوق خلال العَقد الأخير كان مخصصاً للشعب الفلسطيني.