أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن الحرية المسؤولة ومراعاة المصالح الدينية والاجتماعية والأخلاقية، والحرص على احترام ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها والتنظيمات المهنية، صفات يجب أن يتحلى بها الإعلامي النزيه، مع المحافظة على الحقوق المادية والمعنوية للأفراد والمؤسسات ومكاسب الأوطان ومقدراته. مشيراً إلى سعي المملكة إلى المساهمة الفاعلة في تعزيز مكانة السعودية على خريطة العالم، من خلال تأهيل القدرات البشرية والمادية، «ودخلنا الألفية الثالثة بخطوات واثقة وإصرار كبير على العطاء والتميز والإبداع، فكان اهتمام الدولة بالابتعاث والتدريب المتواصل للكوادر البشرية، مع الاستعانة المتواصلة بأحدث الإمكانات والتجهيزات الفنية والتقنية». وقال إن العالم يعيش اليوم، انفتاحاً إعلامياً مع تنامي ثورة الاتصالات وتقنية وأوعية المعلومات، التي جعلت العالم وكأنه بيت صغير، من هنا واصل الإعلام السعودي خطواته الواثقة باقتدار وثبات على المواقف، مع المواكبة المتواصلة للتطور، ونقل الواقع الذي نعيشه على مختلف الأصعدة، على رغم التحديات المتتالية والصعوبات المتغيرة، التي فرضها إيقاع العصر والتطورات المتلاحقة على الساحة العالمية، والمنافسة المحتدمة بين وسائل الإعلام، رغبة في الفوز بجمهور المتلقين لوسائله المختلفة. وخاطب خادم الحرمين الحضور من الإعلاميين، في حفلة افتتاح المؤتمر الدولي الأول للإعلام، مساء أمس في مركز الملك فهد الثقافي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قائلاً: «أنتم مسؤولون أمام الله وأمام الناس. فالمسؤولية عظيمة، أعانكم الله على حملها والدفاع عنها، من خلال تحري الدقة في ما ينشر، والمصداقية في نقل الحقائق بشفافية وأمانة». وقال إن «سعينا لن يتوقف عند حدود معينة نحو توطين صناعة الإعلام، والأخذ بأحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال، مع حرصنا على التطوير والتحديث والتأهيل بشرياً ومادياً، والتنسيق مع المنظمات والمؤسسات العالمية في مختلف المجالات، ومنها المنظمة العالمية للصحافة والنشر»، لافتاً إلى أن الإعلام يمثل اليوم إحدى الوسائل «البالغة التأثير في رسم معالم التعايش والتفاعل، وترسيخ مفهوم الحوار مع الحضارات الإنسانية، الذي أطلقناه في مكةالمكرمة، مروراً بمدريد، وأخيراً من خلال مؤتمر الأممالمتحدة في نيويورك. ولعل هذا المؤتمر الدولي الأول للإعلام يكون خطوة أخرى نحو نقل ثقافة وفكر وتراث وحضارة المجتمع السعودي إلى العالم في أبهى الصور». وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى تميز الإعلام السعودي منذ بداياته المبكرة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «بالمصداقية الرفيعة والشفافية العالية والاتزان الواعي، وفهم الاحتياجات المتنامية للوطن والمواطن، والمساهمة الكبرى في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والعالم بحكمة وبعد نظر». وقال: «أدركنا أهمية مد الجسور مع الآخر، وتعزيز مفاهيم الاستفادة من النقاط المشتركة بين الدول والشعوب، وتفعيل أواصر المصالح المتبادلة دون إفراط أو تفريط، معتمدين على إرثنا الوطني الكبير وحضارتنا العربية والإسلامية العريقة». فيما تطرق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في كلمته إلى سعي الوزارة عبر أجيالها المتلاحقة «إلى المساهمة الفاعلة في هذا البناء الشامخ لبلادنا، لتعزيز مكانتها على خريطة العالم، من خلال القدرات البشرية والمادية، ودخلت الألفية الثالثة بخطوات واثقة وإصرار محموم على العطاء والتميز والإبداع، فكان الاهتمام بالابتعاث والتدريب المتواصل للكوادر البشرية، مع الاستعانة المتواصلة بأحدث الإمكانات والتجهيزات الفنية والتقنية». لافتاً إلى أن السعي «لن يتوقف عند حدود معينة، في ظل دعمكم المتواصل يا خادم الحرمين الشريفين وحكومتكم الرشيدة نحو توطين صناعة الإعلام، والأخذ بأحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال، لأن الحاجة تظل ماسة إلى التطوير والتحديث والتأهيل بشرياً ومادياً».