أُختتم أخيراً «الملتقى العلمي للقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً» الذي نظمته جامعة الملك سعود، ممثلة ضمن برنامج كرسي الأدب السعودي بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض، وبمشاركة قرابة 40 باحثاً وباحثة قدّموا دراساتهم في القصة القصيرة، كما قدم خلال الملتقى ستة قاصّين سعوديين شهاداتهم عن تجربتهم الإبداعية في القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، وهم جارالله الحميد وجبير المليحان وجمعان الكرت وحكيمة الحربي وفاطمة آل تيسان ومحمد الشقحاء، بإدارة رشيد الصقري. وأتت توصيات الملتقى مؤكدة أهمية انعقاده كل عامين، وأن تصاحب دورته المقبلة تكريم أحد الأدباء السعوديين، مع إصدار مطبوعات تضم أوراق العمل المقدمة من المشاركين، وكل ما يتعلق بالملتقى، وكذلك تحديد محاور تتناول «الأدب التفاعلي في الوسائط الإلكترونية» و«الأدب السعودي» في المناهج التعليمية، هذا بحسب ما أعلنه عميد كلية الآداب في جامعة الملك سعود المشرف على كرسي الأدب السعودي الدكتور صالح الغامدي في آخر جلسة للملتقى. يذكر أن الملتقى انطلق (الأحد) 6 نيسان (أبريل)، وتمت مناقشة سبعة محاور، منها «المفهوم والتاريخ»، و«الصلة بالأجناس الأدبية الأخرى»، و«النشر (الورقي والإلكتروني) وإشكالاته»، وكان من المشاركين بأوراق عمل أسماء الزهراني «وجهة النظر السردية وبناء الشخصية في القصة القصيرة السعودية من منظور سيميائي»، وكوثر القاضي «توظيف الحلم والرؤية الكابوسية في أقاصيص جارالله الحميد القصيرة»، وعمر طاهر زيلع «نصوص عبد الله باخشوين.. قراءة حرة في مجموعة (لا شأن لي بي)»، وخالد اليوسف «القصة القصيرة جداً في المملكة العربية السعودية: دراسة ببليوجرافية ببلومترية»، أماني الأنصاري «جمالية المكان في القصة السعودية القصيرة: مجموعة (رياح وأجراس) للقاص فهد الخليوي أنموذجاً»، والدكتور محمد حسانين «دراسة في مجموعة تلك التفاصيل لحسن حجاب الحازمي»، ونايف كريري «رحلة القصة القصيرة والقصيرة جداً في السعودية من الصحافة الورقية إلى المواقع الإلكترونية»، والدكتورة منى الغامدي «عن العوالم الممكنة في القصة القصيرة». من شهادات التجربة القصصية تحدث القاص جبير المليحان عن تجربته في القصة، مسترجعاً ذكرياته في حائل وقريته قصر العشروات، وأشار إلى أنه كتب نصاً بعنوان: «حلم يتحقق» عندما كان في السنة الثانية المتوسطة، وشجعه صديقه الذي كان يدرس بالثانوية، وقال: «كنت محتاراً ولا أعرف شيئاً عن القصة فأرسلتها في ظرف ورقي إلى برنامج مع الشباب في إذاعة الرياض، وفي يوم (الجمعة) بعد الصلاة وأنا واقف أدير فناجين القهوة على الرجال في مجلس والدي رحمه الله قال المذيع قصة العدد (حلم يتحقق)، أذكر أنني ارتجفت وهلل الشيوخ الحاضرون». وقال جمعان الكرت عن تجربته: «حين يكتب القاص عن نفسه يحاول قسراً ترك بعض الأبواب والنوافذ مغلقة، إدراكاً منه أنها ذات خصوصية وفي الوقت ذاته يرى أن البوح الذي أفضى به متمثلاً في مجموعاته القصصية». من جانبه، وصف القاص محمد الشقحاء من خلال تجربته القصة القصيرة ب«طائر الروح»، وقال: «إن حياة الإنسان من خلال التجربة الخاصة متن وهامش، كنت أنا الهامش أما المتن فكان قريناً خفياً يرسم خطواتي ويقيل عثراتي» .